كسر سَوْرَة «1» استعظامه فقلت له: إنّ ليمع ابن سينا في هذا المقام بحث لا مخلص (له)منه، وهو أنّه (قد) ناقض نفسه في هذا الكلامالّذي نقلته أنت عنه لأنّه ذكر في بحث «2»أمراض الأسنان من القانون «3» أنّها منجملة العظام الّتي لها حسّ.
وقال في بحث تشريح الأسنان «4»: ليس لشيءمن العظام حسّ ألبتّة إلّا الأسنان.
وظاهر أنّ تلك العبارة موجبة جزئيّةفيثبت الحسّ للبعض، وتلك سالبة كلّيّةتنفيه عن الكلّ «5»، وهل هذا إلّا عينالتناقض، فطأطأ رأسه، وقال (لي): اراجعالقانون.
فقلت: راجعه ألف مرّة.
وقد خرجنا بهذه الحكاية عمّا نحن بصدده،ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.
[الحديث الرابع عشر]
14 وسئل الصادق (ع) عن جلد الخنزير يجعلدلواً يستقى به الماء، فقال: «لابأس به»«6».[الحديث الخامس عشر]
15 وسئل الصادق (ع) عن جلود الميتة يجعلفيها اللبن والماء والسمن ما ترى فيه؟فقال: «لابأس بأن تجعل فيها ما شئت من ماءأو لبن أوسمن، وتتوضّأ منه وتشرب، ولكن لاتصلّي فيها» «7».
ولا بأس بالوضوء بفضل الجنب والحائض ما لميوجد غيره،
(1) سَوْرة الخمر وغيرها: حدّتها وسورةالسلطان: سطوته واعتداؤه وسورة المجد:أثره وعلامته وارتفاعه والسورة: الوثبة،وقد سرت إليه أي وثبت إليه ويقال: إنّلغضبه لسورةً، وهو سوّار، أي: وثّابمُعَرْبِد.
لسان العرب، ج 4، ص 384 385 سور.
(2) في «ش»: بعض.
(3) القانون في الطب، ج 2، ص 184.
(4) القانون، ج 1، ص 28.
(5) في «ع»: موجبة جزئيّة تثبت للبعض، وهذهسالبة كليّة منفيّة عن الكلّ.
(6) تهذيب الأحكام، ج 1، ص 413 (ح 1301) وسائلالشيعة، ج 1، ص 175 (ح 16).
(7) وسائل الشيعة، ج 3، ص 463 (ح 5).