المفهوم من كلام أكثر الأصحاب في كيفيةالتكفين انه يبدأ بخرقة الفخذين فيشدهابعد وضع القطن في دبر الميت و قبل المرأةثم يؤزره عليها كما يؤزر الحي ثم يلبسهالقميص ثم يلفه في اللفافة ثم الحبرة التيهي مستحبة عندهم، فمن ذلك عبارة المفيدالمتقدمة و منها عبارة الشيخ في النهايةحيث قال ما هذا ملخصه: فإذا فرغ منه- يعنىمن الغسل- عمد الى القطن، ثم ذكر شد القطنبالخرقة الى ان قال: فيأخذ الإزار فيؤزره،ثم ساق الكلام في صفة الإزار و وضع الحنوطالى ان قال: ثم يرد القميص عليه، ثم ساقالكلام في العمامة الى ان قال: ثم يلفه فياللفافة. و نحوه عبارته في المبسوط و بذلكصرح ابن إدريس في السرائر فقال ما ملخصه:فيأخذ الخرقة التي هي الخامسة، ثم ذكر شدفخذيه بها الى ان قال: ثم يؤزره و يلبسهالقميص و فوق القميص الإزار و فوق الإزارالحبرة. و مراده بالإزار الذي فوق القميصهو اللفافة و هي الثوب الثالث من الكفنالواجب، فإنك قد عرفت ان الفقهاء يطلقونعلى هذا الثوب الإزار، و مراده بالحبرة هيالمستحبة عندهم. و هكذا عبارة العلامة فيالمنتهى حيث قال ما ملخصه في كيفيةالتكفين من انه يحشو دبره بالقطن ثم يشدهبخرقة الفخذين ثم يؤزره بالمئزر ثم يلبسهالقميص ثم يضعه في الإزار ثم في الحبرة. وعلى هذا النهج عبارة الذكرى و الدروس والبيان إلا انه في البيان لم يتعرض لذكرالخرقة هنا و انما ذكرها سابقا قبل ذلك. وبالجملة فالذي حضرني من عبائرهم كلها علىهذه الكيفية إلا عبارة الصدوق فإنه لاتخلو من الإجمال، و عبارة ابن ابي عقيلالمتقدمة فإن ظاهرها البدأة بالقميص و انيكون الإزار فوقها. و كيف كان ففي فهم ماذكره الأصحاب و اشتهر بينهم من الأخبارخفاء و غموض. و الذي وقفت عليه من الأخبارالمتضمنة لذلك رواية يونس و موثقة عمار وعبارة كتاب الفقه الرضوي و قد تقدم الجميعفإما رواية يونس فان ظاهرها انه يلبسهالقميص أولا ثم يؤزره بالإزار المذكورفيها ثم يلفه بالحبرة المذكورة. و لم يذكرالخرقة هنا و انما ذكرها في موضع آخر.