قد صرح الأصحاب بأنه لو كانت الحال حالتقية وضعها حيث يمكن، و يدل عليه مرفوعةسهل بن زياد قال: «قيل له جعلت فداك ربماحضرني من أخافه فلا يمكن وضع الجريدة علىما رويتنا؟ فقال أدخلها حيث ما أمكن» قالالشيخ في التهذيب: و روى هذا الحديث محمدبن احمد مرسلا و زاد فيه قال: «فان وضعت في القبر فقد أجزأه» و فيمكاتبة أحمد بن القاسم «و اما الجريدةفليستخف بها و لا يرونه و ليجهد في ذلكجهده» و في الفقه الرضوي «و ان حضرك قوممخالفون فاجهد ان تغسله غسل المؤمن و أخفعنهم الجريدة» أقول: و يعضده ما رواه فيالكافي في الموثق عن عبد الرحمن بن ابي عبدالله عن الصادق (عليه السلام) قال: «سألتهعن الجريدة توضع في القبر؟ قال: لا بأس»قال في الفقيه بعد نقل الخبر المذكورمرسلا: «يعنى ان لم توجد إلا بعد حمل الميتالى قبره أو يحضره من يتقيه فلا يمكنهوضعها على ما روي فيجعلها معه حيث أمكن» ولو نسيها فذكرها بعد الدفن وضعها علىالقبر. و يؤيده ما رواه الصدوق مرسلا قال:«مر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علىقبر يعذب صاحبه فدعا بجريدة فشقها نصفينفجعل واحدة عند رأسه و الأخرى عند رجليه.قال: و روي ان صاحب القبر كان قيس بن فهدالأنصاري و روى قيس بن نمير، و انه قيل لهلم وضعتهما؟ فقال انه يخفف عنه العذاب ماكانتا خضراوين».
(السادس)[هل يستحب شق الجريدة؟]
إطلاق الأخبار عدا الحديث النبويالمتقدم و كذا إطلاق كلام أكثر الأصحابيقتضي أن تكون الجريدة غير مشقوقة، و صرحبعض باستحباب الشق للحديث النبوي، والأظهر الأول، و استظهره في المدارك ايضانظرا الى التعليل و استضعافا لرواية الشق.