الشاخص لانعدام الظل الأول حينئذ، و نعنيبالعبادة النافلة لأن هذا التأخير عنالزوال انما هو للإتيان بها كما ستقف عليه.أقول: اما الاختلاف الفاحش فغير لازم و ذلكلان كل بلد أو زمان يكون الظل الباقي فيهشيئا يسيرا فإنما يزيد الفيء فيه في زمانطويل لبطئه حينئذ في التزايد، و كل بلد أوزمان يكون الظل الباقي فيه كثيرا فإنمايزيد الفيء فيه في زمان يسير لسرعته فيالتزايد حينئذ فلا يتفاوت الأمر في ذلك، واما انعدام الظل فهو أمر نادر لا يكون إلافي قليل من البلاد و في يوم تكون الشمس فيهمسامتة لرؤوس اهله لا غير و لا عبرةبالنادر. نعم يرد على تفسير صاحب التهذيبأمران (أحدهما) انه غير موافق لقوله (عليهالسلام): «فإذا كان ظل القامة أقل أو أكثركان الوقت محصورا بالذراع و الذراعين»لانه على تفسيره يكون دائما محصورا بمقدارظل القامة كائنا ما كان و (الثاني) انه غيرموافق للتحديد الوارد في سائر الأخبارالمعتبرة المستفيضة كما يأتي ذكرها بليخالفه مخالفة شديدة كما يظهر عند الاطلاععليها و التأمل فيها، و على المعنى الذيفهمناه من الحديث لا يرد عليه شيء من هذهالمؤاخذات إلا انه يصير جزئيا مختصا بزمانخاص و مخاطب مخصوص و لا بأس بذلك. (ان قيل)اختلاف وقتي النافلة في الطول و القصربحسب الأزمنة و البلاد و تفاوت حد أول وقتيالفريضتين التابع لذلك لازم على ايالتقادير و لما ذكرت من سرعة تزايد الفيءتارة و بطوئه اخرى فكيف ذلك؟ (قلنا) نعم ذلككذلك و لا بأس بذلك لانه لطول اليوم و قصرهكسائر الأوقات في الأيام و الليالي. انتهىكلامه زيد إكرامه. أقول: و يقرب مما دل عليه هذا الخبر ماذكره (عليه السلام) في كتاب الفقه الرضويحيث قال بعد ذكر ما قدمنا نقله عنه آنفا فيهذه المسألة ما صورته: «و انما سمي ظلالقامة قامة لان حائط مسجد رسول الله (صلّىالله عليه وآله) كان قامة انسان فسمي ظلالحائط ظل قامة و ظل قامتين و ظل قدم و ظلقدمين و ظل أربعة أقدام و ذراع، و ذلك