أقول: اما ما ذكره بالنسبة إلى ذواتالأسباب فقد تقدم الكلام فيه. و اما ماذكره- من ان من تطهر في هذه الأوقات و صلىفإنه لا يصدق على صلاته هذه انها نافلةمبتدأة- فلا يخفى ما فيه. و اما ما استنداليه من الحث على الصلاة عقيب الطهارةففيه انه كما ورد استحباب الصلاة بعدالطهارة كذا ورد الحث على الصلاة أيضابقول مطلق و انها خير موضوع من شاء استقل ومن شاء استكثر و ورد ان الرجل ليصليالركعتين تطوعا يريد بهما وجه الله عز و جلفيدخله الله بهما الجنة و نحو ذلك. وبالجملة فالحث على الصلاة و الأمر بها لاينافي الكراهة باعتبار عروض بعض أسبابها،ألا ترى ان صلاة الفريضة مع ما هي عليه منالوجوب حتى صرحت الاخبار بكفر تاركها تعرضلها الكراهة باعتبار بعض الأمكنة والأزمنة و الأحوال مثلا. و اما ما ذكره منالخبر فهو خبر عامي خبيث و كذب بحت صريحلتضمنه دخول بلال الجنة قبل النبي (صلّىالله عليه وآله) و قد بينا ما فيه منالمفاسد في مقدمات كتابنا سلاسل الحديد فيتقييد ابن ابي الحديد، فالاستدلال به منمثل شيخنا المشار اليه عجيب.