(صلّى الله عليه وآله) هاتين الركعتين؟قال لا. قلت و لم؟ قال لان رسول الله (صلّىالله عليه وآله) كان يأتيه الوحي و كانيعلم انه هل يموت في هذه الليلة أم لا وغيره لا يعلم فمن أجل ذلك لم يصلهما و أمربهما» مع ان رواية الفضيل و البقباق و بكيرو هي الثانية من الروايات المتقدمة دلتعلى انه (صلّى الله عليه وآله) يصلي منالتطوع مثلي الفريضة و هذا لا يكون إلا بضمالوتيرة حتى تتم المماثلة و ان يكون بإزاءكل ركعة من الفريضة ركعتان من النافلة. واما ما أجاب به في الوافي- من حمل أخبار انهكان بعد صلاة العشاء يأوي إلى فراشه على انالمراد بالعشاء نافلتها- ففيه انه و ان تمله في هذه الاخبار مع بعده إلا انه لا يتمفي خبر العلل الذي ذكرناه. و ما أجاب به فيالوسائل أيضا- من الجمع بينها بأنه كانيصليها تارة و يترك تارة- في غاية البعد ولا سيما من خبر العلل كما لا يخفى.
(الثاني) ما تضمنه خبر زرارة في وصف صلاةرسول الله (صلّى الله عليه وآله) منالاقتصار على تسع و عشرين بترك الوتيرة واربع ركعات من الثمان التي بعد الظهر وكذلك مرسلة الفقيه التي بعدها و دلالةالمرسلة المذكورة على انه هذه صلاته التيقبض عليها، مع ان جملة الأخبار الواردة فيوصف صلاته انما اختلفت في الوتيرة خاصةفأكثرها دال على عدمها و اما ما عداها فلاو منها الرواية الثانية من الروايات التيقدمناها و الرابعة و هي رواية حنان و روايةكتاب الفقه الرضوي. فإنها قد اشتركت فيالدلالة على صلاة ثمان بعد الظهر كمااستفاضت به الاخبار. و حمل الخبرينالدالين على السقوط على كون ذلك في آخرعمره كما احتمله البعض لا يخلو من الإشكاللأنه ان كان عن نسخ فكيف استفاضت الاخبارعنهم (عليهم السلام) بفعلها و ان كان عن ضعفو علة بالنسبة إليه (صلّى الله عليه وآله)فبعده أظهر من ان ينكر.
(الطريفة الثانية) [توجيه ما دل علىالتعذيب بترك السنة]
ما دل عليه قوله (عليه السلام) في آخر خبرحنان «و لكن يعذب على ترك السنة» ربما أشكلبحسب ظاهره حيث ان المستحب مما يجوز تركهشرعا