صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبةالعرني قال: «قال أمير المؤمنين (عليهالسلام) كأني انظر الى شيعتنا بمسجدالكوفة و قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناسالقرآن كما أنزل اما إن قائمنا إذا قامكسره و سوى قبلته» على انه لا يعلم بقاءالبناء الذي كان على عهد أمير المؤمنين(عليه السلام) بل يدل بعض الاخبار على هدمهو تغييره كما رواه الشيخ (قدس سره) في كتابالغيبة عن الفضل بن شاذان عن علي ابن الحكمعن الربيع بن محمد المسلي عن ابن طريف عنابن نباتة قال: «قال أمير المؤمنين (عليهالسلام) في حديث له حتى انتهى الى مسجدالكوفة و كان مبنيا بخزف و دنان و طين فقالويل لمن هدمك و ويل لمن سهل هدمك و ويللبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح طوبى لمنشهد هدمك مع قائم أهل بيتي أولئك خيارالأمة مع أبرار العترة» هذا كلامه (قدسسره) في مجلد المزار من كتاب بحار الأنوار. و قال في مجلد الصلاة من الكتاب المذكور-بعد ذكر الاشكال المتقدم و نقل حاصل كلامالمحقق في رسالته و الإشارة إلى انه غيرحاسم لمادة الإشكال- ما صورته و الذي يخطرفي ذلك بالبال انه يمكن ان يكون الأمربالانحراف لان محاريب الكوفة و سائر بلادالعراق أكثرها كانت منحرفة عن خط نصفالنهار كثيرا مع ان الانحراف في أكثرهايسير بحسب القواعد الرياضية كمسجد الكوفةفإن انحراف قبلته الى اليمين أزيد مماتقتضيه القواعد بعشرين درجة تقريبا و كذامسجد السهلة و مسجد يونس، و لما كان أكثرتلك المساجد مبنية في زمان عمر و سائرخلفاء الجور لم يمكنهم القدح فيها تقيةفأمروا بالتياسر و عللوه بتلك الوجوهالخطابية لإسكاتهم و عدم التصريح بخطإخلفاء الجور و أمرائهم. و ما ذكره أصحابنا من ان محراب المعصوم(عليه السلام) لا يجوز الانحراف عنه انمايثبت إذا علم ان الامام (عليه السلام) بناه-و معلوم انه لم يبنه- أو صلى فيه من غيرانحراف، و هو ايضا غير ثابت بل ظهر من بعضما سنح لنا من الآثار القديمة عند