و المغرب قبلة» كان قويا. انتهى. أقول: قدعرفت انه بالنظر الى الخبرين المذكورين وما دلا عليه فلا اثر لهذه التخريجات.
(الثالثة) [حكم الصلاة ماشيا من حيثالاستقبال]
قد صرح الأصحاب (رضوان الله عليهم) أيضابالنسبة إلى الماشي المضطر إلى الصلاة معضيق الوقت انه يستقبل القبلة بما امكنه منصلاته و يسقط مع العجز و استدل عليه فيالمدارك بقوله عز و جل «فَإِنْ خِفْتُمْفَرِجالًا أَوْ رُكْباناً» و صحيحة عبدالرحمن بن ابي عبد الله قال: «سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يخاف من سبع أولص كيف يصلي؟ قال يكبر و يومئ برأسه». و أنت خبير بما في الدليل المذكور منالقصور عن الاستدلال فإنه لا دلالة فيهعلى المشي بوجه و غاية ما تدل عليه الروايةالصلاة في حال الخوف من السبع بالإيماء وان كان واقفا في محله. و أظهر منها صحيحة علي بن جعفر عن أخيه أبيالحسن (عليه السلام) قال: «سألته عن الرجل يلقى السبع و قد حضرتالصلاة و لا يستطيع المشي مخافة السبع فانقام يصلي خاف في ركوعه و سجوده السبع والسبع امامه على غير القبلة فإن توجه إلىالقبلة خاف ان يثب عليه الأسد كيف يصنع؟قال يستقبل الأسد و يصلي و يومئ برأسهإيماء و هو قائم و ان كان الأسد على غيرالقبلة». و الآية و الخبر ايضا على تقدير دلالتهمالا دلالة لهما على اعتبار ضيق الوقت كماذكروه إلا ان يدعى ذلك في جميع أصحابالأعذار كما تقدم. و الأظهر الاستدلال على ذلك بما رواه فيالكافي في الصحيح عن يعقوب بن شعيب قال:«سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجليصلي على راحلته؟ قال يومئ إيماء و ليجعلالسجود اخفض من الركوع. قلت يصلي و هو يمشي.قال نعم يومئ