و اما ما ذكره في الذخيرة هنا- حيث قال: والحق الشهيد الانخفاض بالارتفاع و تبعهعلى ذلك الشهيد الثاني و لم أجده في كلامغيرهما من المتقدمين عليهما بل المستفادمن كلامهم استحباب المساواة و عدم جوازالارتفاع بالمقدار المذكور حسب، و صرحالمصنف في النهاية بجواز الانخفاض، و نقلفي التذكرة الإجماع عليه، و يدل عليه صدقالسجود معه فيحصل الامتثال، و استدلالشهيد بما رواه الشيخ في الموثق عن عمار،ثم ساق الرواية كما قدمنا، ثم قال و هي غيرناهضة بإثبات التحريم. انتهى- فهو من جملةتشكيكاته الواهية المبنية على أصولهالمخترعة التي هي لبيت العنكبوت- و انهلأوهن البيوت- مضاهية، فاني لا اعرف لعدمثبوت التحريم وجها إلا ما صرح به في غيرموضع من كتابه و نقلناه عنه في غير موضعمما تقدم من دعواه عدم دلالة الأمر فيأخبارنا على الوجوب و كذا النهي غير دالعلى التحريم، و قد عرفت بطلان ذلك في غيرمقام مما تقدم و انه موجب لخروج قائله منالدين من حيث لا يشعر. و العجب هنا ان السيد السند في المدارك-بعد ان اعترض رواية عبد اللَّه بن سنانالمتقدمة الدالة على جواز ارتفاع موضعالجبهة بقدر اللبنة و رجح العمل بالصحيحةالدالة على المساواة- قال هنا بعد ان نقلعن الشهيد إلحاق الانخفاض بالارتفاع قدرلبنة: و هو حسن و يشهد له موثقة عمار ثم ساقالرواية كما ذكرناه. و أنت خبير بما فيه من المناقضة الظاهرةحيث انه استشكل في تقييد الصحيحة المذكورةبالرواية الاولى و هو مؤذن بجموده علىظاهر الصحيحة من مساواة الموقف للمسجد وهذه الموثقة دالة على انخفاض موضع الجبهة،و بموجب استحسانه المذكور يلزم تقييدالصحيحة المذكورة بهذه الموثقة، مع انك قدعرفت ان الرواية الأولى حسنة. و بالجملة فإن الظاهر من الأخبارالمذكورة في المقام بضم بعضها إلى بعض وحمل بعضها على بعض هو أفضلية المساواة وجواز الارتفاع و الانخفاض بقدر اللبنة وضعف هذه المناقشات الواهية.