في وجوبها على الأعيان في جميع الأحيان والأزمان. إلى آخر ما قدمنا ذكره.
و أنت قد عرفت ما في ثبوت الإجماع و اندونه خرط القتاد و خصوصا في هذه المسألةكما هو ظاهر لمن وفق للسداد و الرشاد، ولهذا ان جملة من أفاضل المتأخرين عن عصرشيخنا الشهيد الثاني إلا الشاذ النادر ممنلا يعبأ به و لا يعد قوله في أقوال العلماءالمشهورين كلهم على القول بالوجوب العينيكما أسلفنا لك نقل أسماء جملة ممن حضرناكلامهم و أطلعنا على مذهبهم. و اما منأخذته العصبية للقول بالتخيير الذي ظنبزعمه انه المشهور- مع ان الأمر بالعكس كماعرفت مما قدمناه في هذه السطور، لمااعتراه في ذهنه من الفتور و القصور فحاد عنهذا القول المؤيد المنصور بالآيات والروايات الساطعة الظهور- فهو أقصى نصيبهفي المقام و غاية حظه من الافهام. و يا عجباانهم يستندون الى الآيات القرآنية في جملةمن الأحكام مع انه ليس فيها ما هو أظهردلالة و لا أوضح مقالة من آية الجمعةالمشتملة على مزيد التأكيد و الحث الشديدو يستندون في الأحكام الى خبر أو خبرين منالأخبار و لو بالإطلاق أو العموم كما هومسلم بينهم و معلوم، و يقابلون هذهالأخبار الواضحة الظهور كالنور على الطوربما عرفت من التمحلات البعيدة و التأويلاتالغير السديدة، مع انه لم يخرج في حكممسألة من مسائل الفقه ما خرج عنهم (عليهمالسلام) في هذه المسألة من الأخبارالبالغة في الاشتهار و الانتشار و التهديدو التشديد و الحث الأكيد إلى حد لا يقبلالإنكار، إلا انها لا تَعْمَىالْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُالَّتِي فِي الصُّدُورِ و لله در من قال:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
و نار لو نفخت بها أضاءت
و لكن أنت تنفخفي رماد
و لكن لا حياةلمن تنادي
و لكن أنت تنفخفي رماد
و لكن أنت تنفخفي رماد