و لا آخرته لدنياه».
قال: روى عن العالم عليه السلام انه قال:«اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا و اعمللاخرتك كأنك تموت غدا».
إذا عرفت ذلك ففي هذا المقام فوائد لطيفة،و فرائد منيفة، تهش إليها الطباع القويمة،و تلتذ بها الإسماع السليمة:
الفائدة الأولى [نفقة طالب العلم مكفولة]
اعلم انه كما استفاضت الأخبار بالأمربطلب الرزق و ذم تاركه، حتى ورد لعن منالقى كله على الناس، كما تقدم و وردالترغيب فيه كما تقدم، حتى ورد ايضا انالعبادة سبعون جزأ، أفضلها طلب الحلال،كما قد استفاضت الاخبار بطلب العلم و وجوبالتفقه في الدين و انه فريضة على كل مسلمكما في الكافي و التهذيب و غيره من الاخبارالمتكاثرة بذلك.
و جملة من عاصرناه من علمائنا الاعلام ومشايخنا الكرام و من سمعنا به قبل هذهالأيام كلهم كانوا على العمل بهذهالأخبار، فإنهم كانوا مشغولين بالدرس والتدريس و نشر أحكام الشريعة و التصنيف والتأليف من غير اشتغال بطلب المعاش و غيرذلك مع ما عرفت من تلك الاخبار من مزيدالذم لتارك الطلب حتى ورد لعنه، الدال علىمزيد الغضب.
و حينئذ فلا بد من الجمع بين اخبارالطرفين على وجه يندفع به التنافي منالبين، و ذلك بأحد وجهين: