حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 22
لطفا منتظر باشید ...
الأخبار و ان كانت بلفظ الصدقة، لما عرفتآنفا من التعبير بهذا اللفظ عن الوقف و أنأكثر استعماله قديما انما هو في هذاالمعنى.و منها صحيحة الحلبي «قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن دار لم تقسم فتصدق بعضأهل الدار بنصيبه من الدار؟ قال: يجوز،قلت: أ رأيت ان كان هبة؟ قال: يجوز». و رواية أبي بصير «قال: سألت أبا عبد اللهعليه السلام عن صدقة ما لم تقسم و لم تقبض؟فقال: خائزة إنما أراد الناس النحلفأخطأوا». قوله صدقة ما لم تقسم و لم تقبض» يعنى ماكان مشتركا قبل القسمة، أو اشتراه مثلا ولم يقبضه، أو لم يقبضه بعد القسمة، و أماقوله «و انما أراد الناس الى آخره» فهو لايخلو من خفاء و غموض، و احتمل فيه بعضالأصحاب احتمالات بعيدة، الا أنه منالمحتمل قريبا بمعونة ما قدمناه في الأمرالتاسع من المسئلة الثالثة أن المراد انماأراد الناس من لفظ الصدقة في مثل صدقةالدار النحلة و الهبة أخطأوا في ذلك، بلالمراد به الوقف، كما يشير اليه قوله عليهالسلام فيما قدمنا أن الصدقة محدثة، انماكانت النحلة و الهبة و تسمية بعض أفرادها،هو ما كان مقرونا بالقربة صدقة، محدث منالعامة، و انما الصدقة معنى الوقف. و منه يعلم أن التقسيم الذي ذكره أصحابناهنا من الوقف و الصدقة و الهبة، انما هو منالعامة تبعهم فيه الأصحاب، و الا فليس الاالوقف المعبر عنه بالصدقة في أخبار هذاالباب و النحلة و الهبة، و هذه الصدقة التيجعلوها قسيما هنا انما هي من جملة أفرادالنحل و الهبات. و ما ذكرناه و ان لم يوافق كلامهم (رضوانالله عليهم) إلا أنه ظاهر الأخبارالمذكورة، و عسى يأتي له مزيد تحقيق إنشاءالله تعالى في باب الهبة و النحلة.