مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجمع البیان فی تفسیر القرآن - جلد 1

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



النظم‏

و أما نظم هذه السورة فأقول فيه أن العاقلالمميز إذ عرف نعم الله سبحانه بالمشاهدةو كان له من نفسه بذلك أعدل شاهد و أصدقرائد ابتدأ بآية التسمية استفتاحا باسمالمنعم و اعترافا بإلهيته و استرواحا إلىذكر فضله و رحمته و لما اعترف بالمنعمالفرد اشتغل بالشكر له و الحمد فقالالْحَمْدُ لِلَّهِ و لما رأى نعم اللهتعالى على غيره واضحة كما شاهد آثارها علىنفسه لائحة عرف أنه رب الخلائق أجمعينفقال رَبِّ الْعالَمِينَ و لما رأى شمولفضله للمربوبين و عموم رزقه للمرزوقين قالالرَّحْمنِ و لما رأى تقصيرهم في واجبشكره و تعذيرهم في الانزجار عند زجره واجتناب نهيه و امتثال أمره و أنه تعالىيتجاوز عنهم بالغفران و لا يؤاخذهم عاجلابالعصيان و لا يسلبهم نعمه بالكفران قالالرَّحِيمِ و لما رأى ما بين العباد منالتباغي و التظالم و التكالم و التلاكم وأن ليس بعضهم من شر بعض بسالم على أنوراءهم يوما ينتصف فيه للمظلوم من الظالمفقال مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ و إذا عرفهذه الجملة فقد علم أن له خالقا رازقارحيما يحيي و يميت و يبدئ و يعيد و هو الحيلا يشبهه شي‏ء و الإله الذي لا يستحقالعبادة سواه و لما صار الموصوف بهذاالوصف كالمدرك له بالعيان المشاهدبالبرهان تحول عن لفظ الغيبة إلى لفظالخطاب فقال إِيَّاكَ نَعْبُدُ و هذا كماأن الإنسان يصف الملك بصفاته فإذا رآه عدلعن الوصف إلى الخطاب و لما رأى اعتراضالأهواء و الشبهات و تعاور الآراءالمختلفات و لم يجد معينا غير الله تعالىسأله الإعانة على الطاعات بجميع الأسبابلها و الوصلات فقال وَ إِيَّاكَنَسْتَعِينُ و لما عرف هذه الجملة و تبينله أنه بلغ من معرفة الحق المدى و استقامعلى منهج الهدى و لم يأمن العثرة لارتفاعالعصمة سأل الله تعالى التوفيق للدوامعليه و الثبات و العصمة من الزلات فقالاهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ و هذالفظ جامع يشتمل على مسألة معرفة الأحكام والتوفيق لإقامة شرائع الإسلام و الاقتداءبمن أوجب الله طاعته من أئمة الأنام واجتناب المحارم و الآثام و إذا علم ذلك علمأن لله سبحانه عبادا خصهم بنعمته واصطفاهم على بريته و جعلهم حججا علىخليقته فسأله أن يلحقه بهم و يسلك بهسبيلهم و أن يعصمه عن مثل أحوال الزالينالمزلين و الضالين المضلين ممن عاند الحقو عمي عن طريق الرشد و خالف سبيل القصدفغضب الله عليه و لعنه و أعد له الخزيالمقيم و العذاب الأليم أو شك في واضحالدليل فضل عن سواء السبيل فقال صِراطَالَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَاالضَّالِّينَ.


/ 398