أصحابك عدل أي ذوو عدل و يجوز أن يكون لماأضاف السمع إليهم دل على معنى إسماعهم قالالشاعر:
بها جيف الحسرى فأما عظامها
فبيض و أماجلدها فصليب
فبيض و أماجلدها فصليب
فبيض و أماجلدها فصليب
(في حلقكم عظم و قد شجينا)
أي في حلوقكم و الغشاوة الغطاء و كل مااشتمل على الشيء بني على فعالة نحوالعمامة و القلادة و العصابة و كذلك أسماءالصناعات كالخياطة و القصارة و الصياغةلأن معنى الصناعة الاشتمال على كل ما فيهاو كذلك كل من استولى على شيء فاسم مااستولى عليه الفعالة كالإمارة و الخلافة وغير ذلك و سمي القلب قلبا لتقلبه بالخواطرقال الشاعر:
ما سمي القلب إلا من تقلبه
و الرأي يعزبو الإنسان أطوار
و الرأي يعزبو الإنسان أطوار
و الرأي يعزبو الإنسان أطوار
المعنى
قيل في معنى الختم وجوه (أحدها) أن المرادبالختم العلامة و إذا انتهى الكافر منكفره إلى حالة يعلم الله تعالى أنه لا يؤمنفإنه يعلم على قلبه علامة و قيل هي نكتةسوداء تشاهدها الملائكة فيعلمون بها أنهلا يؤمن بعدها فيذمونه و يدعون عليه كماأنه تعالى يكتب في قلب المؤمن الإيمان ويعلم عليه علامة تعلم الملائكة بها أنهمؤمن فيمدحونه و يستغفرون له و كما طبع علىقلب الكافر و ختم عليه فوسمه بسمة تعرف بهاالملائكة كفره فكذلك وسم قلوب المؤمنينبسمات تعرفهم الملائكة بها و قد تأول علىمثل هذا مناولة الكتاب باليمين و الشمالفي أنها علامة أن المناول باليمين من أهلالجنة و المناول بالشمال من أهل النار وقوله تعالى «بَلْ طَبَعَ اللَّهُعَلَيْها بِكُفْرِهِمْ» يحتمل أمرينأحدهما أنه طبع عليها جزاء للكفر و عقوبةعليه و الآخر أنه طبع عليها بعلامة كفرهمكما تقول طبع عليه بالطين و ختم عليهبالشمع (و ثانيها) أن المراد بالختم علىالقلوب إن الله شهد عليها و حكم بأنها لاتقبل الحق كما يقال أراك تختم على كل مايقوله فلان أي تشهد