الغضب و منها الفاعلة لجذب الأوتار وإرخائها و آلتها الأعصاب المنشعبة بعضهاعن الدماغ و بعضها عن النخاع و قد جعلهاللّه خليفة الدماغ و حامل هذه القوىالروح البخاري الذي جعله اللّه خليفةالنفس و رسولا منها إلى البدن و هو الحارالغريزي عند الأطباء المنبعث أولا منالقلب الصنوبري صورة القلب المعنوي و إذالطف جدا حتى يشبه الجرم الفلكي صار محلاستواء الروح النطقي المضاف إلى اللّه فيقوله: فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُفِيهِ مِنْ رُوحِي.
(4) قاعدة في أن الغرض من هذه الموجودات وقواها الطبيعية و النباتية و الحيوانيةكلها خلقة الإنسان
الذي هو غاية خلقة العناصر و الأركان لأنهصفوها و أصلها و خلق من فضالتها و ثفلهاسائر الأكوان فهو الصفوة العليا و اللبابالأصفى و غيره كالقشور لصيانة وجوده عنالآفة و لذلك تزول هي و ترمى و هو يدوم ويبقى محشورا راجعا إلى ربه و الإشارة إلىأن كل ما يوجد في العالم من سائر الأكوانإنما خلق لأجل الإنسان.قال تعالى في باب المعادن و الجماد: وَ ماذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاًأَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةًلِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ و قال: هُوَالَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوامِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةًتَلْبَسُونَها وَ تَرَى الْفُلْكَمَواخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْفَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْتَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهاراً وَ سُبُلًالَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ و قال: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَظِلالًا وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِأَكْناناً وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَتَقِيكُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِيلَتَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّنِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْتُسْلِمُونَ و قال: وَ الْأَرْضَمَدَدْناها وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَوَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍبَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَ ذِكْرى لِكُلِّعَبْدٍ مُنِيبٍ و قال: وَ الْأَرْضَمَدَدْناها وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَوَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍمَوْزُونٍ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيهامَعايِشَ وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُبِرازِقِينَ و قال في باب النبات: اللَّهُالَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَوَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءًفَأَخْرَجَ بِهِ