عن أعلى عليين إلى أسفل السافلين و لذلكقال: وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وقال: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْيَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ و هؤلاء همالمنافقون الذين هم أسوأ حالا من الكفارالمحضة لأنهم المحجوبون أزلا و أبدا.
و اعلم أن التحقيق يقتضي أن قوله: ثُمَّأَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ مختص ببعضأفراد الناس كما ستعلم و بالجملة ظهر أنالمقصود الأصلي من إيجاد الكائنات هوالإنسان الكامل الذي هو خليفة اللّه قولهتعالى: وَ إِذْ قالَ رَبُّكَلِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِيالْأَرْضِ خَلِيفَةً و قوله: إِنِّيخالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذاسَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْرُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ و قوله:ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَإِلَّا لِيَعْبُدُونِ و قولهيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ و قوله:وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُوَ رُسُلَهُ و قوله: وَ اسْتَعْمَرَكُمْفِيها كل ذلك إشارة إلى أنه لا يستصلحلخلافة اللّه و عمارة الدارين إلا الإنسانالكامل و هو الإنسان الحقيقي مظهر اسماللّه الأعظم كما نبه بقوله: إِنِّيأَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ.