تَحْكُمُونَ و قوله: هَلْ يَسْتَوِيالَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لايَعْلَمُونَ و قوله: وَ امْتازُواالْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ وقوله: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَالْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْعَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَالطَّيِّبِ الآية و قوله في حق بلعم بنباعور: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ وفي حق حملة الأسفار من غير فهم: مَثَلُالَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّلَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِيَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُالْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِاللَّهِ و قوله: أُولئِكَ كَالْأَنْعامِبَلْ هُمْ أَضَلُّ و قوله في حق بعض أفرادالبشر «أُولئِكَ هُمْ شَرُّالْبَرِيَّةِ» و في حق بعض آخر «أُولئِكَهُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ».
و لا شبهة في أن نفس من هو خير الخلائق لاتساوي في الحقيقة النوعية لنفس من هو شرالخلائق و ما أشد في السخافة و البطلان قولمن زعم أن نفس أفضل البرية خاتم الأنبياءصلّى الله عليه وآله مع نفس أبي جهلمتماثلان في تمام الحقيقة النوعيةالإنسانية و إنما التخالف بينهما بواسطةعوارض و أحوال خارجة عن تمام الماهيةالنوعية و عن أصل الجوهر و الذات.
و اعلم أن اللّه قد حكم بكفر من قال بأننفس النبي صلّى الله عليه وآله مماثلةلنفوس سائر البشر في قوله: فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا و قوله تعالى: أَ بَشَراًمِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ و أما قولهتعالى: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌمِثْلُكُمْ فإنما ذلك بحسب هذه النشأةالظاهرة.