على المسخ كقوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْجُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداًغَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ و قوله:ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاطائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّاأُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِيالْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ و قوله: وَ جَعَلَمِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ و قوله: فَقُلْنالَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ وقوله:
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْأَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ وقوله:
وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَشَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَااللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍو قوله:
وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِعَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَ بُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّماخَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً و قوله: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ إشارة إلىانقلاب جواهر نفوسهم إلى نفوس الوحوشلغلبة صفاتها عليهم فتصورت نفوسهم فيالقيامة بصورة الحيوانات الوحشيةالمناسبة لأخلاقها و هيئات نفوسها و كذاقوله: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِاسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ و قوله:يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاًلِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ و قوله: وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍزُرْقاً و قوله: وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَالْقِيامَةِ أَعْمى و قوله: يُسْحَبُونَفِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِيُسْجَرُونَ و قوله: الَّذِينَيُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلىجَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا و قوله: وَ إِذا وَقَعَالْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْدَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْأَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لايُوقِنُونَ وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْكُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُبِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ و قوله: وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِماظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ إلى غيرذلك من الآيات المشيرة إلى تبديل الصور والأشكال بواسطة تبدل الأخلاق و الأحوال وكذا قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوابِآياتِنا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها لاتُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَالْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ لَهُمْمِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَ مِنْفَوْقِهِمْ غَواشٍ وَ كَذلِكَ نَجْزِيالظَّالِمِينَ إياك و أن تظن من ظاهر هذهالآية و غيرها أن الجنة و طبقاتها هيبعينها ظواهر أجرام السماوات كما زعمهالناقصون في العلم الذين يريدون أن يدخلوابيوت العلم من ظهورها و لا يدخلون البيوتمن أبوابها فإن الجنة باقية لأنها هي دارالبقاء و الأفلاك و ما فيها دار الفناء وهي من عالم الدنيا و الجنة من عالم الآخرةو عالم الصورة الغائبة عن
المشهد الرابع في بيان النبوة و أحكامها وفيه قواعد
(1) قاعدة في إثبات الشجرة النبوية و فضلهاعلى جواهر سائر البرية
اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الشجرةالنبوية صنفا مفردا بل نوعا واقعا بينالإنسان و بين الملك جالسا في حد المشتركبين عالمي الملك و الملكوت مشاركا لكلواحد منهما على وجه فإنهم كالملائكة فياطلاعهم على ملكوت السماوات و الأرض وكالبشر في أحوال المطعم و المشرب و المنكحو مثلهم واقعا بين نوعين مختلفين مثلالمرجان فإنه حجر تشبه الأشجار يتشعبأغصانه و كالنخل فإنه شجر يشبه الحيوان فيكونها محتاجة إلى تلقيح و بطلانها إذا قطعرأسها و جعل سبحانه النبوة في ولد إبراهيمعليه السلام و من قبله في ولد نوح عليهالسلام كما نبه بقوله:ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ فهمعليهم السلام و إن كانوا من حيث الأبدانبشريين أرضيين فهم من حيث الأرواح ملكيونسماويون قد أيدوا بقوة روحانية قدسية خصوابها كما قال في عيسى عليه السلام: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ و قال فيمحمد صلّى الله عليه وآله: نَزَلَ بِهِالرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَلِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ و تخصيصهمبهذا الروح ليمكنهم أن يقبلوا من الملائكةبما بينهم من المناسبة الروحانية و يفيدواللأمة بما بينهم من المناسبة