في الحكمة و المعرفة قوله: «لكِنِالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِماأُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْقَبْلِكَ» و قوله: «وَ يَرَى الَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَإِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِالْحَمِيدِ...»
هذه الآية دالة على أن غير هؤلاء القوم لايشهد حقية الرسول و لا يعلم حقيقة إنزالالكتاب الهادي إلى صراط التوحيد. وبالجملة أن المؤمنين بالحقيقة هم العلماءباللّه و اليوم الآخر و هذا العلم نور عزيزالمنال و فضل رفيع المثال لا يوجد بمجردالقيل و القال و البحث و الجدال أو روايةالحديث و حفظ الأقوال.
قال بعض العارفين: «أخذتم علمكم ميتا عنميت و أخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت» وهذا العلم المشار إليه هو علم الوراثة لاعلم الدراسة يعني أن علوم الأنبياء عليهمالسلام لدنية فمن كان علمه مستفادا منالكتب و الرواية و الدراسة فليس هو من ورثةالأنبياء لأن علومهم لا يستفاد إلا مناللّه كما قال تعالى: «وَ رَبُّكَالْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَبِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْيَعْلَمْ».
و لا تظن أن التعليم من عند اللّه يختص بهملا يتجاوز غيرهم فقد قال تعالى: «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُاللَّهُ» فكل من وصل إلى حقيقة التقوى فلابد أن يعلمه اللّه ما لم يعلم و يكون معهكما قال إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَاتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْمُحْسِنُونَ.
(4) قاعدة في نعوت القرآن و أساميه
اعلم أن القرآن في اللغة بمعنى الجمع كماأن الفرقان بمعنى الفرق و التفصيل قالاللّه تعالى: «إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْقُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنابَيانَهُ».و الأول إشارة إلى العلم الإجماليالمعروف عند العلماء بالعقل البسيط و هوالعلم بجميع الموجودات على وجه بسيطإجمالي و ذلك العقل هو فعال