أما البعث فهو خروج النفس عن غبار الهيئاتالبدنية المحيطة بها كما يخرج الجنين منالقرار المكين و مدة كون الميت في القبرككون الجنين في الرحم و نسبة حالة القبرإلى حالة البعث كنسبة الجنين إلى المولودقوله تعالى وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌإِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ و قد مرتالإشارة إلى أن للإنسان أنحاء من الوجودبعضها أقوى و أتم من بعض و أن له بعد هذهالنشأة العنصرية نشئات أخرى و أما قولصاحب الإحياء إن دنياك و آخرتك ليستا إلاحالتاك و هما من جنس المضاف فليس كما ينبغيإلا أن يراد بالحالة نحو من الوجودالجوهري و ليس المراد من كون الدنيا والأخرى أمران إضافيان أن هوية الإنسان نحوواحد من الوجود يكون أولا في هذا العالم وثانيا في ذلك العالم من غير تحول جوهري وحركة معنوية بل الدنيوية و الأخروية والأولية و الآخرية صفتان جوهريتان له وطوران وجوديتان لذاته لما سبق من أنالإنسان من لدن حدوثه يشتد وجوده شيئافشيئا و يتطور في الأطوار الوجودية تدريجاإلا أن الدنيا جامعة لطائفة من تلكالأطوار و الآخرة جامعة لما بعد هذهالأطوار إلى ما لا نهاية له و جميع الأطوارالدنياوية على تفاوتها في الدناءة و الشرفخسيسة دنية