محض و الإنسان من جملة المخلوقات له أنيسلك سبيل القدس و صراط الحق و يتطور فيالأطوار الوجودية و يستبق في الخيرات حتىتزول عنه الشر بالكلية و يدخل في دارالسلام و لذلك أمر اللّه لنا في الاستباقفي الخيرات و الافتراق من الشرور والظلمات و الدخول في دار السلام كما فيقوله تعالى: «ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ» و قال:«اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوايُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَىالنُّورِ».
(8) قاعدة في تحقيق كلامه تعالى
اعتقادنا في الكلام أنه ليس كما زعمتهالأشاعرة من أنه معان نفسية قائمة بذاتهتعالى و سموها الكلام النفسي و لا كما ذهبإليه المعتزلة من أنه خلق أصوات و حروفدالة على المعاني في جسم من الأجسام و إلالكان كل كلام كلام اللّه و هو باطل. و لايكفي تقييده على قصد إعلام الغير من قبلاللّه أو على قصد الإلقاء من عنده و لوأريد بغير واسطة فهو غير ممكن و إلا لم يكنأصواتا و حروفا بل حقيقة التكلم إنشاءكلمات تامات و إنزال آيات محكمات و أخرمتشابهات في كسوة الألفاظ و العبارات والكلام قرآن و هو العقل البسيط و العلمالإجمالي و فرقان و هو المعقولاتالتفصيلية و هما جميعا غير الكتاب لأنهمامن عالم الأمر و عالم القضاء و مظهرهما وحاملهما القلم و اللوح المحفوظ و الكتابمن عالم الخلق و التقدير و محله عالم القدرالذهني و القدر العيني و الأولان غيرقابلين للنسخ و التبديل لأنهما فوق الزمانو المكان بخلاف الكتاب لأنه موجود زماني ومحله لوح قدري نفساني هو لوح المحو والإثبات أو مواد خارجي و كلاهما متغيران والكتاب يدركه كل أحد و القرءان لايَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ منأدناس البشرية. و ربما يقال: الكتابللفرقان فإنه بالنسبة إلى القرءان كتابمنزل أو باعتبار أنه منزل أيضا في صورةمكتوبة