هدى للمتقين و عمي و غشاوة على أبصارالمنافقين المتكبرين يُضِلُّ بِهِكَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَ مايُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ وسميتها «بأسرار الآيات و أنوار البينات» وجمعتها في مقدمة و أطراف مشتملة على مشاهد. المقدمة في بيان طريق السالكين إلى اللّهو منهج الراسخين في العلم و فيها عدةقواعد.
(1) قاعدة في أن رأس السعادات و رئيسالحسنات هو اكتساب الحكمة الحقة
أعني: العلم باللّه و صفاته و أفعاله وملكه و ملكوته و العلم باليوم الآخر ومنازله و مقاماته من البعث و الحشر والكتاب و الميزان و الحساب و الجنة و النارو هي الإيمان الحقيقي و الخير الكثير والفضل العظيم المشار إليه في قوله تعالى«وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْأُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» و قوله تعالى:«هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَرَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْآياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ إلى قوله وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ و قولهتعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَإِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ...» إلى آخر الآية والإشارة إلى أن الكفر و الضلال مقابل هذاالعلم أعني الجهل بهذه المعارف. قوله: «وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِوَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْيَوْمِالْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً»فظهر أن الاعتقاد بهذه الأمور هو الإيمانالحقيقي و به يحصل الكرامة عند اللّه والزلفى لديه. و ذلك لأن الإنسان باكتسابهذه العلوم الإلهية يصير من حزب الملائكةالمقربين بعد ما كان من جنس الحيواناتالمبعدين لما تقرر في مقامه بالبرهان: أنالنفس الناطقة يترقى في الاستكمالاتالعلمية من حد العقل الهيولاني الذي هوجوهر نفساني بالفعل لكنه مادة روحانية