ما لفقوه كما لا يخفى على ذي بصيرة. قوله:«إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتاإِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْبَعْدِهِ» قوله: «خالِدِينَ فِيها مادامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ» و قوله:«عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» و قوله: «وَ ماكانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً».
(2) قاعدة في تحقيق كلماته التامات
اعلم أن بين الباري جل مجده و بين العالموسائط نورية و أسبابا فعالة هي كأنها فوقالخلق و دون الخالق لأنها حجب إلهية وسرادق نورية و أضواء قيومية كأضواء هذهالشمس المحسوسة كأنها برزخ بين الذاتالنيرة و بين الأشياء المستنيرة بها و تلكالوسائط قد يعبر عنها بكلمات اللّه وبالكلمات التامات كما ورد عنه صلّى اللهعليه وآله في الأدعية و الأذكار «أعوذبكلمات اللّه التامات من شر ما خلق و قوله:أعوذ بكلمات التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر كل شيطان مريد» و إنما وقعتالاستعاذة من الشرور بكلمات اللّه لأنهامن عالم الأمر و هو خير كله لا شر فيه و كلما في عالم الخلق كالأجسام و عوارضهااللازمة و المفارقة كلها مملو بالشرور والنقائص و الآفات. قوله: «لَوْ كانَالْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّيلَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَكَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنابِمِثْلِهِ مَدَداً» فالكلمات إشارة إلىذوات نورية بها يصل فيض الوجود إلىالأجسام و الجسمانيات و البحر إشارة إلىهيولى الأجسام التي شأنها القبول والتجدد. و إنما يقع تجدد الفيض بحسب تواردانفعالاتها و استعداداتها و إنما يتلاحقاستعداداتها بمدد بعد مدد من العوالي فشأنالمواد النفاد و الانقطاع و شأن الكلماتالإفاضة بعد الإفاضة و لا شك أن الوسائطهويات وجودية بسيطة و ذوات مجردة عنالمواد الجسمية مرتفعة عن عالم الأزمنة والأمكنة و كل مجرد أمر روحاني وجوده عينالعلم و الإدراك فهي لا محالة عقول قدسية وأرواح عالية قال اللّه