(3) قاعدة في أن اللّه سبحانه فاعل لما سواهو موجد لما عداه على أربعة أنحاء - أسرار الآیات و أنوار البینات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار الآیات و أنوار البینات - نسخه متنی

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



(3) قاعدة في أن اللّه سبحانه فاعل لما سواهو موجد لما عداه على أربعة أنحاء

الأول الإبداع و هو إيجاده لأفعال تولاهابذاته و هي الإبداعيات.


و معنى الإبداع هو إيجاد الشي‏ء عن العدمأي إيجاده لا من شي‏ء لست أقول من لا شي‏ءو إليه أشار بقوله: «بَدِيعُ السَّماواتِوَ الْأَرْضِ» و قوله: «إِنَّما أَمْرُهُإِذا أَرادَ...».


«وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَلِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ و سَخَّرَلَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ» إلى غيرذلك من الآيات.


الخامس الصناعة و هي المهنة و هي التياستعبد الإنسان فيها و استخلفه و هيالأشياء التي يحتاج صنعة أكثرها إلى ستةأشياء. إلى عنصر يعمل منه و إلى مكان و إلىزمان و إلى حركة و إلى أعضاء و إلى آلة. وهذا الضرب خص الإنسان به و لم يستصلح لهاالملائكة كما استصلح الملائكة لأمور لميستصلح لها الناس و جعل لكل ملك مقامامعلوما «وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌمَعْلُومٌ» و كذا جعل لكل من أصناف الناسمقاما معلوما كما نبه بقوله: «قُلْ كُلٌّيَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ» و قوله:«كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْفَرِحُونَ» و قوله صلّى الله عليه وآله:«كل ميسر لما خلق له» و لكن عامة الملائكةلا يعصون اللّه في ما أمرهم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ لبساطتهم وعدم تركبهم من أمشاج. و الناس فيما أمروا وكلفوا بين مطيع و عاص فهم على القول المجملثلاثة أضرب: ضرب أخلوا بأمره و انسلخوا عماخلقوا لأجله و اتبعوا خطوات الشيطان وعبدوا الطاغوت. و ضرب وقفوا بغاية جهدهمحيثما وقفوا كالموصوف بقوله: «وَ عِبادُالرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىالْأَرْضِ هَوْناً». و ضرب ترددوا بينالطريقين كما قال: «خَلَطُوا عَمَلًاصالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً» فمن رجححسناته على سيئاته فهو موعود بالإحسانإليه.


و على الأنواع الثلاثة دل بقوله: «وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُالْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُالْمَيْمَنَةِ» و على هذا قسم في آخرالسورة و قال: «فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَالْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ...».


و كثير من الناس يعصون اللّه و لا يأتمرونله و لكن يستعملهم اللّه تعالى بغير إرادةللسعي في تصرفه من حيث لا يشعرون كفرعون فيأخذ موسى ابنا له و تربيته إياه و كجمعهالسحرة في إيمانهم باللّه و بموسى و كإخوةيوسف في فعلهم بيوسف ما أفضي به إلى ملكمصر و تمكنه مما مكن فيه و يكون مثلهم فيذلك كما قيل:





  • قصدت مساءتي فاجتلبت مسرتي
    و قد يحسنالناس من حيث لا يدري‏



  • و قد يحسنالناس من حيث لا يدري‏
    و قد يحسنالناس من حيث لا يدري‏



فيكون فعله محمودا و فاعله مذموما كماقيل: رب امرئ أتاك لا يحمد الفعال فيه ويحمد الأفعالا.

/ 186