عنه و يشبه أن يكون إحداهما و هو القلمجوهرا عقليا بل العقل الكلي و هو العالمالعقلي بجملته و ثانيهما أعني اللوح جوهرانفسانيا بل النفس الكلية و هو العالمالنفساني بجملته.
(7) قاعدة في العرش و الكرسي
قيل سئل محمد بن الحنفية رضي اللّه عنه عنالكرسي فقال: فلك البروج فمن جعله فلكالبروج جعل العرش فلك الكل أو فلك الأفلاكو ذهبت المشبهة إلى أن العرش موضع التدبيرو التقدير و الكرسي موضع التجلي و الزيارةو ذكروا أن اللّه ينزل من العرش إلى الكرسيفيتجلى للخلق و يقضي بينهم بالحق.أقول: «إنما قالوا ذلك و أمثاله لآثاربلغت إليهم منقولة عن النبي صلّى اللهعليه وآله في هذا الباب لو عرفوها حقمعرفتها لما ضلوا و أضلوا و قال بعضهم إنالعرش مظهر الرب و الكعبة معلمه فدعااللّه العباد إلى مظهره بقلوبهم و إلىمعلمه بأبدانهم و منهم من قال: إن اللّهمتمكن على العرش و قدماه على الكرسي جلالباري عن صفات المخلوقين و نعوت المحدثينو قال بعض أرباب القلوب العرش هو قلبالعالم و الإنسان الكبير و الكرسي هو صدرهو هذا أصح الأقوال و أسدها و أحسنها و ذلكلأن المراد من القلب المعنوي هو مرتبةالنفس المدبرة المدركة للكليات و القلبالصوري مظهرها و كذا المراد من الصدرالمعنوي هو مرتبة النفس الحيوانيةالمدركة للجزئيات و هذا الصدر الجسمانيمظهرها و نسبة استواء النفس الإنسانية علىقلبه بالتدبير إلى استواء الرحمن على عرشهبالعناية و الرحمة كنسبة القلب الصنوبريإلى العرش الصوري و كذلك نسبة تصرف النفسالحساسة الحيوانية في الصدر المحيط بجوهرالكبد لمكان الدم الطبيعي المنتشر فيالبدن كله إلى تصرف