(قُلْ إنّ هُدى الله هو الهُدى) [الانعام(6): 71]. (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)[البقرة (2): 213]. (والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل)[الاحزاب (33): 4]. (ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراطمستقيم) [آل عمران (3): 101]. (قل الله يهدي للحقّ أفمن يهدي إلى الحقأحق أن يتَّبع أ مّن لا يهدّي إلاّ أنيُهدى فمالكم كيف تحكمون) [يونس (10): 35]. (ويرى الذين اُوتوا العلم الذي اُنزل اليكمن ربّك هو الحقّ ويهدي إلى صراط العزيزالحميد) [سبأ (34): 6]. (ومن أضلّ ممن اتّبع هواه بغير هدىً منالله) [القصص (28): 50]. فالله تعالى هو مصدر الهداية. وهدايته هيالهداية الحقيقية، وهو الذي يأخذ بيدالانسان إلى الصراط المستقيم وإلى الحقّالقويم. وهذه الحقائق يؤيدها العلم ويدركهاالعلماء ويخضعون لها بملء وجودهم. ولقدأودع الله في فطرة الانسان النزوع إلىالكمال والجمال ثمّ مَنّ عليه بإرشاده إلىالكمال اللائق به، وأسبغ عليه نعمةالتعرّف على طريق الكمال، ومن هنا قالتعالى: (وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاّليعبدونِ) [الذاريات (51): 56]. وحيث لا تتحقّقالعبادة الحقيقية من دون المعرفة، كانتالمعرفة والعبادة طريقاً منحصراً وهدفاًوغايةً موصلةً إلى قمّة الكمال. وبعد أن زوّد الله الانسان بطاقتي الغضبوالشهوة ليحقّق له وقود الحركة نحوالكمال; لم يؤمَن عليه من سيطرة الغضبوالشهوة; والهوى الناشئ منهما، والملازملهما فمن هنا احتاج الانسان ـ بالإضافةإلى عقله وسائر أدوات المعرفة ـ ما يضمن لهسلامة البصيرة والرؤية; كي تتمّ عليه