بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وأخيراً قتل الخريت وجماعة من أصحابهواُسر منهم خمسمائة قادوهم إلى الكوفة،فمرّ بهم الجيش على مصقلة بن هبيرةالشيباني وكان عاملاً لعلي (عليه السلام)على بعض المقاطعات فاستغاث به الأسرى فرقّلحالهم كما تزعم بعض الروايات، واشتراهممن القائد على أن يسدّد أثمانهم أقساطاًوأعتقهم، وجعل يماطل في أداء ما عليه،ولمّا طالبه عبدالله بن عباس بأداء المبلغأجابه: لو طلبت هذا المبلغ وأكثر منه منعثمان ما منعني إيّاه، ثم هرب إلى معاويةفاستقبله استقبال الفاتحين وأعطاه مايريد. وطمع مصقلة أن يستجلب أخاه نعيم بن هبيرةإلى جانب معاوية، فأرسل اليه رسالة مع رجلمن نصارى تغلب كان يتجسّس لصالحمعاوية،ولم يكد يبلغ الكوفة حتى ظهر أمره فأخذهأصحاب أمير المؤمنين وقطعوا يده. إلى كثير من أمثال هذه الحوادث التي تدينالمتمرّدين ومن كان يعاونهم بالتآمروإشاعة الفوضى في جميع أطراف الدولةلاستنزاف قوة الإمام في الداخل وليكون فيشغل عن معاوية وتصرفاته. ومن غير البعيد أن يكون مصقلة الشيبانيعلى صلة بالمتمرّدين وأنّ حرصه علىتخليصهم من الأسر لقاء مبلغ من المال يعجزعن دفعه لم يكن بدافع إنساني كما يبدو ذلكلأول نظرة في حادثة من هذا النوع، بل كانبدافع الإحساس بمسؤوليته عن فئة كان يشتركمعها في الهدف والغاية ويمنيها بالمساعدةعندما تدعو الحاجة، وقد لقي من معاوية هذاالترحيب لأنّه اشترك في الفساد والفوضىوساعد المخرّبين الذين جرّعوا عليّاً(عليه السلام) الغصص وأرهقوه من أمره عسراًوكانوا إلى ابن هند فرجاً ومخرجاً.