بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أمّا أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يزدحين بلغه فرار مصقلة إلى الشام على أن قال:ما له قاتله الله؟ فعل فعل الأحرار وفرّفرار العبيد وأمر بداره فهدمت(1). وقد اُتيح لمعاوية في ذلك الجوّ الذي سادالعراق في الداخل أن يتحرك من ناحيته علىالقرى والمدن المتاخمة لحدود الشام فيقتلوينهب وينكّل بقوّات المخافر المرابطةعلى الحدود بدون رادع من أحد ووازع من دين،وأمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو أهلالعراق لنجدة إخوانهم وملاحقة المعتدينفلا يجد منهم ما يرضيه. وأغارت قوات معاوية على الحجاز واليمنبقيادة بسر بن أرطاة وأوصاه باستعمال كلّما من شأنه إشاعة الفوضى وبثّ الخوفوالرعب في تلك البلاد، فمضى ابن أرطاةينفّذ أمر معاوية فأسرف في الاستخفافبالدماء والحرمات والأعراض والأموال فيطريقه إلى المدينة، ولمّا بلغ المدينةقابل أهلها بكلّ أنواع الإساءة والقسوةفقتل فيها عدداً كبيراً واضطرّهم إلى بيعةمعاوية، وكانت أخباره قد انتهت إلى اليمنفانتشر فيها الخوف والرعب، وفرّ منها عاملأمير المؤمنين عبيد الله بن العباس، ولمّادخلها أسرف في القتل والنهب والتخريب،ووجد طفلين صغيرين لعبيد الله ابن العباس،فذبحهما في حضن اُمهما، فأصابها خلل فيعقلها وظلّت تندبهما وتبكيهما حتى ماتتغماً وكمداً(2). وجهّز جيشاً آخر لغزو مصر ليحقّق لابنالعاص اُمنيته الغالية، وولاّه (1) راجع أعيان الشيعة: 1 / 525 ـ 526. (2) تأريخ اليعقوبي: 2 / 195 ـ 199.