12 ـ موقف الإمام الحسن (عليه السلام):
قال الشيخ المفيد: «.. ونظر (الإمام الحسن(عليه السلام)) في اُمورهم (أي في اُمورالناس) فازدادت بصيرة الحسن (عليه السلام)بخذلان القوم له وفساد نيّات المحكِّمةفيه بما أظهروه له من السبّ والتكفير لهواستحلال دمه ونهب أمواله، ولم يبق معه منيأمن غوايله إلاّ خاصّته من شيعة أبيهوشيعته وهم جماعة لا تقوم لأجناد الشام،فكتب اليه معاوية في الهدنة والصلح، وأنفذاليه بكتب أصحابه الذين ضمنوا له فيهاالفتك به وتسليمه اليه، فاشترط له علىنفسه في إجابته إلى صلحه شروطاً كثيرة،وعقد له عقوداً كان في الوفاء بها مصالحشاملة، فلم يثق به الحسن (عليه السلام)وعلم باحتياله بذلك واغتياله، غير أنّه لميجد بدّاً من إجابته إلى ما التمس من تركالحرب وإنفاذ الهدنة لما كان عليه أصحابهممّا وصفناه من ضعف البصائر في حقّهوالفساد عليه والخلف منهم له وما انطوىعليه كثير منهم في استحلال دمه وتسليمهإلى خصمه وما كان من خذلان ابن عمّه لهومصيره إلى عدوّه وميل الجمهور منهم إلىالعاجلة وزهدهم في الآجلة...»(1).(1) الإرشاد: 190 ـ 191.