المتعيّن على أخيه الإمام الحسين، كلّذلك للتفاوت بين الزمانين،والاختلاف بينالرجلين (أي: معاوية وابنه). ولو لا صلح الإمام الحسن ـ الذي فضحمعاوية وشهادة الإمام الحسين (عليهالسلام) التي قضت على يزيد وانقرضت بهاالدولة السفيانية بأسرع وقت ـ لذهبت جهودجدّهما بطرفة عين، ولصار الدين دين آل أبيسفيان، دين الغدر والفسق والفجور، دينإبادة الصالحين واستبقاء الفجرةالفاسقين. ولو قيل: لماذا لم ينتهج الإمام الحسن(عليه السلام) سبيل الشهادة كما فعل الإمامالحسين (عليه السلام)، فإنَّ الحسين (عليهالسلام) أيضاً كان يعلم أنّه لن يستطيعتحقيق النصر العسكري على يزيد؟ فالجواب: 1 ـ إنّ معاوية كان يُظهر الإسلام، ويزيدكان يتجاهر بالفسق والفجور، فضلاً عن دهاءالأب وبلادة الابن. 2 ـ مثّلت خيانة الكوفيين بالنسبة إلىالحسين (عليه السلام) خطوته الموفّقة فيالتمهيد لنجاحه المطّرد في التاريخ،ولكنّها كانت بالنسبة إلى أخيه الحسن(عليه السلام) (يوم مسكن والمدائن) عقبتهالكؤود عن تطبيق عملية الجهاد، فإنّ حوادثنقض بيعة الحسين كانت قد سبقت تعبئتهللحرب، فجاء جيشه الصغير يوم وقف بهللقتال، منخولاً من كلّ شائبة تضيره كجيشإمام له أهدافه المثلى(1). (1) صلح الحسن للشيخ راضي آل ياسين: 371 ـ 372.