أعلام الهدایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أعلام الهدایة - نسخه متنی

السید منذر الحکیم‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



التحليل الثاني:


إن معاوية كان قد نشط في عهد الخليفتينالثاني والثالث بإمارته على الشام عشرينسنة، تمكّن بها في أجهزة الدولة، وصانعالناس فيها وأطمعهم به فكانت الخاصة فيالشام كلّها من أعوانه، وعظم خطره فيالإسلام، وعرف في سائر الأقطار بكونه منقريش اُسرة النبي (صلّى الله عليه وآله)وأنّه من أصحابه، حتى كان في هذه أشهر منكثير من السابقين الأولين الذين رضي اللهعنهم ورضوا عنه، كأبي ذرّ وعمّار والمقدادوأضرابهم.


هكذا نشأت «الاُموية» مرّةً اُخرى، تغالبالهاشمية باسم الهاشمية في علنها، وتكيدلها كيدها في سرّها، فتندفع مع انطلاقالزمن تخدع العامة بدهائها، وتشتريالخاصة بما تغدقه عليهم من أموال الاُمّة، وبما تؤثرهم به من الوظائف التي ماجعلها الله للخونة من أمثالهم، تستغلمظاهر الفتح وإحراز الرضا من الخلفاء، حتىإذا استتبّ أمر «الاُموية» بدهاء معاوية;انسلّت إلى أحكام الدين انسلال الشياطين،تدسّ فيها دسّها، وتفسد إفسادها، راجعةبالحياة إلى جاهلية تبعث الاستهتاروالزندقة وفق نهج جاهلي وخطة نفعية ترجوها«الاُموية» لاستيفاء منافعها، وتسخّرهالحفظ امتيازاتها(1).


والناس عامة لا يفطنون لشيء من هذا، فإنّالقاعدة المعمول بها في الإسلام ـ أعنيقولهم: الإسلام يجبّ ما قبله ـ ألقت علىفظائع «الاُموية» ستراً حجبها، ولا سيمابعد أن عفا عنها رسول الله وتألّفها، وبعدأن قرّبها الخلفاء منهم، واصطفوهابالولايات على المسلمين، وأعطوها من



(1) للتعرّف على عداء معاوية وموبقاته التيتمثّلت في تعطيله الحدود الإلهية وتحريفالأحكام الشرعية وشرائه لأديان الناسوضمائرهم وخلاعته ومجونه وافتعاله للحديثوغيرها من المنكرات الفظيعة، راجع حياةالإمام الحسن: 2 / 145 ـ 210.

/ 210