هي الخلافة الدينية يا ترى؟!(1).
وبقي آخر شقٍّ من الشروط وهو الأدقّوالأكثر حساسيةً، وكان عليه إذا أساءالصنيع بهذا الشقّ أن يتحدّى القرآن صراحةورسول الله (صلّى الله عليه وآله) مباشرة،فصبر عليه ثماني سنين، ثم ضاق به ذرعاً،وثارت به اُمويّته التي جعلته ابن أبيسفيان حقاً بما جاء به من فعلته التي أنستالناس الرزايا قبلها.
وهي أول ذلٍّ دخل على العرب، وكانتبطبيعتها أبعد مواد الصلح عن الخيانة، كماكانت بظروفها وملابساتها أجدرهابالرعاية، وكانت بعد نزع السلاحوالالتزام من الخصم بالوفاء، أفظع جريمةفي تاريخ معاوية الحافل بالجرائم.
تآمر معاوية على الإمام الحسن (عليهالسلام):
لقد حاول معاوية أن يجعل الخلافة ملكاًعضوضاً وراثة في أبنائه، وقد بذل جميعجهوده وصرف الأموال الطائلة لذلك، فوجدأنّه لا يظفر بمايريد والحسن بن عليّ (عليهالسلام) حيّ ينتظر المسلمون حكمه العادلوخيرهالعميم، ومن هنا قرّر اغتيال الإمامالمجتبى (صلّى الله عليه وآله) بما اغتالبه من قبلمالك الأشتر وسعد بن أبي وقاصوغيرهما.فأرسل الى الإمام غير مرّة سمّاً فاتكاًحين كان في دمشق فلم ينجح حتى راسل ملكالروم وطلب منه بإصرار أن يرسل له سمّاًفاتكاً، وحصل عليه بعد امتناعه حين أفهمهأنّه يريد قتل ابن من خرج بأرض تهامةلتحطيم
(1) صلح الإمام الحسن: 362.