بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فئة قليلة من أهل بيته والمخلصين منأصحابه، فتغاضى عن السلطة دفعاً للأفسدبالفاسد في ذلك الجوّ المحموم، فكاناختياره للصلح في منتهى الحكمة والحنكةالسياسية الرشيدة تحقيقاً لمصالح الإسلامالعليا وأهدافه المُثلى. * وتعرّض الإمام الحسن السبط (عليه السلام)للنقد اللاذع من شيعته وأصحابه الذين لميتّسع صبرهم لجور معاوية، مع أنّ أكثرهمكان يدرك الظروف القاسية التي اضطرّته الىتجنّب القتال واعتزال السلطة، كما أحسّالكثير من أعيان المسلمين وقادتهم بصدمةعنيفة لهذا الحادث لِما تنطوي عليه نفوسالاُمويّين من حقد على الإسلام ودعاتهالأوفياء، وحرص على إحياء ما أماتهالإسلام من مظاهر الجاهلية بكلّ أشكالها. * ولكنّ الإمام بصلحه المشروط فسح المجاللمعاوية ليكشف واقع اُطروحته الجاهلية،وليعرّف عامة المسلمين البسطاء مَن هومعاوية؟ ومن هنا كان الصلح نصراً ما دام قدحقّق فضيحة سياسة الخداع التي تترّس بهاعدوّه. ونجحت خطّة الإمام حينما بدأ معاويةيساهم في كشف واقعه المنحرف، وذلك فيإعلانه الصريح بأنّه لم يقاتل من أجلالإسلام، وإنّما قاتل من أجل المُلكوالسيطرة على رقاب المسلمين، وأنّه سوف لايفي بأيّ شرط من شروط الصلح. بهذا الإعلان وما تلاه من خطوات قام بهامعاوية لضرب خط عليٍّ (عليه السلام) وبنيهالأبرار وقتل خيرة أصحابه ومحبّيه كشفالنقاب عن الوجه الاُموي الكَريه، ومارسالإمام (عليه السلام) مسؤولية الحفاظ علىسلامة الخط بالرغم من إقصائه عن الحكم،وأشرف على قاعدته الشعبية فقام بتحصينهامن الأخطار التي كانت تهدّدها من خلالتوعيتها وتعبئتها، فكان دوره فاعلاً