ثم أقبل على عائشة وقال لها: وا سوأتاه!يوماً على بغل ويوماً علىجمل، تريدين أنتطفِئي نور الله وتقاتلي أولياء الله،ارجعي فقد كُفيت الذي تخافين وبلغت ماتحبين والله منتصر لأهل البيت ولو بعد حين. وقال الحسين (عليه السلام): «والله لو لاعهد الحسن بحقن الدماء وأن لا اُهريق فيأمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف اللهمنكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكموأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا». ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدّتهفاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضيالله عنها(1). ووقف الإمام الحسين (عليه السلام) علىحافة القبر، وأخذ يؤبّن أخاه قائلاً:«رحمك الله يا أبا محمد، إن كنت لتباصرالحقّ مظانّه، وتؤثر الله عند التداحض فيمواطن التقية بحسن الروية، وتستشف جليلمعاظم الدنيا بعين لها حاقرة، وتفيض عليهايداً طاهرة الأطراف، نقية الأسرة، وتردعبادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك، ولاغرو فأنت ابن سلالة النبوّة ورضيع لبانالحكمة، فإلى رَوْح ورَيْحان، وجنّةونعيم، أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه،ووهب لنا ولكم حسن الأسى عنه»(2).
(1) حياة الإمام الحسن: 2 / 499 عن كفايةالطالب: 268. (2) حياة الإمام الحسن: 2 / 500.