بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
والزاد على حاله ببركته، ثم دعاهم الىضيافته وأطعمهم وكساهم(1). ب ـ ومرّ (عليه السلام) على صبيان يتناولونالطعام، فدعوه لمشاركتهم فأجابهم الىذلك، ثم حملهم الى منزله فمنحهم برّهومعروفه، وقال: «اليد لهم لأنّهم لم يجدواغير ما أطعموني، ونحن نجد ما أعطيناهم»(2). ورفض الإمام جميع ملاذّ الحياة ومباهجهامتّجهاً الى الدار الآخرة التي أعدّهاالله للمتّقين من عباده، فمن أهمّ مظاهرزهده: زهده في الملك طلباً لمرضاة الله،ويتجلّى ذلك إذا لاحظنا مدى حرص معاويةعلى الملك واستعماله لكلّ الأساليباللاأخلاقية للوصول الى السلطة، بينمانجد الإمام الحسن (عليه السلام) يتنازل عنالملك حينما لا يراه يحقّق شيئاً سوىإراقة دماء المسلمين. ومن جملة مظاهر زهده أيضاً: ما حدّث بهمدرك بن زياد أنّه قال: كنّا في حيطان ابنعباس، فجاء ابن عبّاس وحسن وحسين فطافوافي تلك البساتين ثم جلسوا على ضفاف بعضالسواقي، فقال الحسن: يا مدرك! هل عندكغذاء؟ فقلت له: نعم، ثم انطلقت فجئته بخبزوشيء من الملح مع طاقتين من بقل، فأكل منه،وقال: يا مدرك! ما أطيب هذا؟، وجيء بعد ذلكبالطعام وكان في منتهى الحُسن، فالتفت(عليه السلام) الى مدرك وأمره بأن يجمعالغلمان ويقدّم لهم الطعام، فدعاهم مدركفأكلوا منه ولم يأكل الإمام منه شيئاً،فقال له مدرك: لماذا لا تأكل منه؟فقال(عليه السلام): «إنّ ذاك الطعام أحبّعندي»(3). * * * (1) عوالم العلوم (الإمام الحسن): 123 عنالمناقب: 3 / 187. (2) حياة الإمام الحسن: 1 / 313 عن الصبان علىهامش نور الأبصار: 196. (3) مختصر تاريخ دمشق: 7 / 21، طبعة دار الفكر.