[1] اعلم أن وضع هذا الكتاب المستطاب علىمشاهد خمسة و في كل مشهد شواهد و في كل شاهدإشراقات.
و المشهد محل الشهود و ميقات التجلي ومنصة الظهور و كل منها يصير القلب مظهرا ومشهدا و مجلى لنور الوجود و لو علما فإنموضوع الحكمة الإلهية هو حقيقة الوجود كماستعرف إن شاء الله.
و أما الشاهد فهو الدليل و البينة مثلدلالة مفاهيم الوجود و الوجوب المطلق والوحدة الحقة على الحقيقة لأن حيثيةالوجود كاشفة عن حيثية الوجوب لكونهاحيثية الإباء عن العدم و الوحدة الحقة مالا ثاني له في الوجود مباينا بينونة عزلةبل كدلالة حقيقة الوجود على حقيقة الوجودو شهادة ذاتها بذاتها على ذاتها لأنالتفاوت إنما هو في المفاهيم الدالة لا فيالمصداق هذا في شواهد المشهد الأول. و أماأحكام الماهية و في بعض شواهد المشاهدالأخرى و أما الإشراقات فهي كفنونالتجليات و شعب الواردات فهذه التراجم منباب تسمية السبب باسم المسبب.
و أما افتقار جميع العلوم إلى ما فيالشواهد و الإشراقات للمشهد الأول فنقولأما الوجود و معرفة أحكامه فلأن موضوعاتسائر العلوم هلية بل حيثية يتبين في العلمالأعلى.
و أما الوجوب الذاتي و الصفاتي فمعلوم إذما لم يثبت الواجب الخالق للعالم و