قال الشيعي و لو نظر المخالفون لأهل البيتبعقول صحيحة و قلوب سليمة إلى حال علي بنأبي طالب (ع) لعلموا قطعا أنه لو لم ينصالنبي (ص) عليه بالخلافة لكانت ذاتهالطاهرة و صفاته الباهرة و مناقبه العاليةو مذاهبه الشافية قاضية بأنها نصوص صريحةعليه بالخلافة. و لقد بلغت خصائصه إلى أنالتبس على خلق كثير من العقلاء فاعتقدواأنه فاطر السماوات و الأرض و خالق الأمواتو الأحياء كما بلغ الأمر إلى عيسى (ع)
و قد كان النبي (ص) قال له إن فيك مثلا منعيسى
و سيأتي الرواية فيما بعد إن شاء الله. ومن عجيب الأمر أنه ما التبس الحال بين رسولالله (ص) و بين الله جل جلاله و قد كان النبيالأصل فيما وصل علي (ع) إليه و للنبيالفضيلة عليه و مع هذا التبس الأمر في عليبن أبي طالب (ع) هل هو إله معبود أو عبدمحدود و لعل الله جل جلاله لما سبق في علمهما يجري حاله عليه من كثرة الباغضين والمعاندين و ما يبلغون إليه من مساواتهبمن لا يجري مجراه كساه من حلل أنواره وجليل مناره ما يبلغ به إلى حد يقوم بهالحجة على الخلائق و لا يبقى عذر لمنافق أومفارق. و لبعض الشعراء أبيات في هذا المعنىو هي هذه
تبا لنصابة الأنام لقد
قاسوا عتيقا بحيدر سخنت
كم بين من شك في هدايته
و بين من قيل أنهالله
تهافتوا فيالضلال بل تاهوا
عيونهم بالذيبه فاهوا
و بين من قيل أنهالله
و بين من قيل أنهالله
و لو أردنا ذكر ما رواه أهل البيت و شيعتهملاحتاج ذلك إلى مجلدات و ضاق عنه كثير منالأوقات و لكن كيف يستطرف من قوم كانوا فيالجاهلية لا يفرقون بين الله تعالى و بينالصنم و الخشب و الحجر بل يفضلون أصنامهم ويتعوضون بها عن الله