نبيهم الصلاة خير من النوم فكيف استجازعمر إن كان الرواية عنه في ذلك حقا أن يزيدفي الأذان ما لم يزده الله و لا رسوله و كيفقبل مسلم منه ذلك و كيف استمر العمل به إلىالآن لو لا ضعف العقول و قلة الأديان و قد رووا أن الشافعي قال في كتاب الأم ولا أحب التثويب في الصبح و لا غيرها قاللأن أبا محذورة لم يحك عن النبي أنه أمربالتثويب فأكره الزيادة في الأذان و أكرهالتثويب بعده
العلة التي من أجلها اندرس سنن النبي (ص)
و من طرائف ما رأيت في سبب اندراس سنننبيهم التي غيرها عمر و ظهور سنن عمر ماذكره بعض المسلمين العارفين بضلال من ضلمنهم قال إن السبب في ذلك ما تقدم بعضالدلالة على إيضاحه من تعصب كثير منالمسلمين على أهل بيت النبي (ص) الذينتقدمت روايتهم في صحاحهم عن نبيهم أن أهلبيته لا يفارقون كتابه و أن التمسك بهمأمان من الضلال و إطراح المتعصبين وأتباعهم للاقتداء بأهل بيت نبيهم و كونكثير من البلاد فتح في خلافة عمر و تلقنأصحاب تلك البلاد سنن عمر في خلافته مننوابه رهبة و رغبة كما تلقنوا شهادة أن لاإله إلا الله و شهادة أن محمدا رسول اللهفنشأ عليهما الصغير و مات عليهما الكبير ولم يعتقد أصحاب البلاد التي فتحت أن عمرتقدم على تغيير شيء من سنن نبيهم و لا أنأحدا من المسلمين يوافقه على ذلك فأضل عمرنوابه التابعين له و أضل نوابه من تبعهمفما أقرب وصفهم يوم القيامة بما تضمنهكتابهم إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَاتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُالْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَاتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً