و من طرائف ما أقدم عليه كثير من المسلمينمخالفتهم لصريح ما تضمنه كتابهم في صفةالوضوء فإنه قال يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِفَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْإِلَى الْكَعْبَيْنِ و هذا كلام محكم واضحلا يشتبه على من له عقل راجح لأن الوجه واليدين تغسلان و الرأس و القدمين تمسحان وقد رووا أن هذا يرويه عن نبيهم محمد (ص)جماعة من الصحابة و غيرهم منهم عبد الله بنعباس و أنس بن مالك و عكرمة و أبو العالية والشعبي و أما عترة نبيهم الذين أمروابالتمسك بهم و لا يفارقونهم و إنهم لايفارقون كتابه إلى يوم القيامة فإني تحققتأنهم مجمعون على أن الوضوء على الصفة التيتضمنها صريح كتابهم فأقدم جماعة منالمسلمين على ترك العمل بذلك و جعلوا مسحالأرجل في الوضوء بدعة و حراما و أوجبواغسلها و هو مما لا يجر لهم في كتابهم ذكر وتأولوا تأويلات ضعيفة و رووا رواياتسخيفة. و ليتهم قالوا إن هذه الآية منسوخةفكان يكون لهم بعض العدل و لكن قد اتفقالمسلمون كافة على أنها غير منسوخة فصارالعدول إلى غسل الأرجل في الوضوء مع أنهاغير منسوخة من قبيح مكابراتهم و عظيممناقضاتهم و تكذيبا لما رووه و صححوه منكون عترة نبيهم لا يفارقون كتاب ربهم. و منطرائف ما رأيت من اختلاف مقالاتهم ورواياتهم أنهم ينكرون على