و من طرائف أمر جماعة من المسلمين أنهمسموا أبا بكر خليفة رسول الله و رأيت فيبعض كتبهم أنهم خاطبوه أولا يا خليفة اللهفاختار هو أن يقال له يا خليفة رسول الله(ص) و قد ذكر ذلك الحميدي فما أعجب حالهؤلاء فإنه قد تقدمت رواياتهم في شرح حالبيعته أنه ما دعاه أحد إلى الحضور و أنهتوصل و حضر و بايعه عمر و أبو عبيدة قبلمشورة المسلمين فكيف صار خليفة رسولهم ولو سمي خليفة عمر كان أقرب إلى الصدق لأنههو بايعه على الخلافة في ذلك اليوم. ثم لوأن المسلمين جعلوه خليفة كان يجب أن يقالخليفة المسلمين و العجب أنهم يقولون إننبيهم مات و لم يخلف أحدا ثم مع ذلك تقدموامكابرة و قالوا أبو بكر خليفة رسول الله (ص)فكيف استحسنوا لأنفسهم هذه المناقضةالظاهرة و الأحوال المضطربة. و من طريف ذلكأنه لو جاز أن يسمى كل من يدخل في أمر منأمور الرسول خليفة فكان يجب أن يكون كلأمير و قاض و وال من قبل الرسول أمير رسولالله و قاضي رسول الله و والي رسول اللهفكيف اختص أبو بكر بهذا الاسم دون كافة منيستحق عندهم التسمية به. و من طريف ذلك أنيكون خلفاء بني أمية قد استخلفهم جماعة منالمسلمين كما استخلفوا أبا بكر و ما أراهميجيزون تسمية واحد منهم و لا من غيرهم ممناستخلفه المسلمون أنه خليفة رسول الله. ومن طريف ذلك أن عمر بن الخطاب خالف أبا بكرو خالف أتباعه في هذه التسمية و سمى نفسهأمير المؤمنين و وجد من تابعه على ذلك منالمسلمين