علمانیة و الفکر الدینی فی العالم المعاصر نسخه متنی

بالكنيسة(1).

بهذه الدلالة كانت تستخدم كلمة (Secularize)،وشاع استعمال هذه المفردة بين الناس آنذاكفي موارد التمييز بين ما هو ديني مقدس عماهو دنيوي وانساني غير مقدس. أضف إلى ذلك انالكنيسة نفسها كانت قبل ذلك تطلق كلمة«Secular» او «القس العامي» على مَن يعمل منالقساوسة في المراكز والمؤسسات غيرالدينية وغير التابعة للكنيسة، فكانت هذهاللفظة تستعمل كوصف للقساوسة من هذاالنمط. ثم اخذت الكنيسة تطلقها علىالقساوسة ورجال الدين الذين اعفوا أوتحرروا من التزامهم بخدمة الكنيسة. أما فيالقرن العشرين فقد اكتسب هذا التعبير صبغةومعنى آخر، اذ اخذ علماء الاجتماع يطلقونهعلى مجموعة الظواهر والتحولات التي خرجتفيها الامور والمؤسسات الاجتماعية منسيطرة السلطات والمرجعيات الدينيةالرسمية، واخضعت ادارتها لاساليب عقلانيةوغير دينية وعلمية وتجريبية ودنيوية،بدلاً من احكام الدين وضوابطه(2). ولقد كانمصطلح (Secularization) متداولا لدى متقدمي علماءالاجتماع مثل اوغوست كونت (1857 ـ 1798)، فقدكان يستعمله للتدليل على ظاهرة يجريخلالها تمايز المؤسسات الاجتماعيةالمختلفة عن بعضها بصورة تدريجية، لتصبحاكثر تحرراً من سلطة الاطر الدينية التيكانت اكثر خضوعا لها. ولهذه الفكرة خلفيةنجد إرهاصاتها في نتاجات اخرى، كما فياعمال مكيافلّي وماكس فيبر، حيث حضيت آراءالاخير في هذا المجال بشهرة واسعة النطاق.

لقد اقترحت جملة مفردات وتعابير لتفسيرالمصطلح (Secularization) منها: النزوع الدنيوي،الدنيوية، فصل الدين عن الدنيا،الشمولية، اللا دينية، الالحاد، اللاقدسية. وهي عبارات تشترك جميعها في رفضالدين والقدسية والصد عنهما. فالتعلمنتعني ظاهرة أو حركة تتبنى

(1). يراجع المقالة (Secularization) بقلم برايانوبلسون في: ج13 من الموسوعة الدينية. بإشرافميرشيا إلياده.

(2). المصدر السابق.