علمانیة و الفکر الدینی فی العالم المعاصر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علمانیة و الفکر الدینی فی العالم المعاصر - نسخه متنی

همایون همتی؛ مترجم: عبدالرحیم الحمرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


«6»


خطأ من الاساس، وان مقارنة دين سياسيواجتماعي وحيوي كالاسلام مع تلك الرواسبوالشوائب التي خلفتها في الغرب الدينالمسيحي ـ بما ينطوي عليه من مئاتالاساطير والخرافات ـ تعد جريمة لا تغتفر.


هكذا كان مصير الدين في الغرب، اذ لم يعدمنظومة من العقائد والرؤى أو نظاماًسياسياً واقتصادياً واخلاقياً، بل تحولالى شعور شخصي رهين الاذواق والطبائع،مثله مثل عطر من العطور قد يستحسنه هذاويستهجنه ذاك، ولا مجال لمدح هذا لميله أوذم ذاك لصده، لغياب البعد المنطقيوالعقلاني في انتخاب من هذا النوع. بهذااُفرغ الدين من أي مضمون معرفي، واغلق بابالاستدلال والبرهان في وجهه، لعدم كونه منسنخ الفكر والمعرفة كي يمكن نقده وفقمعايير منطقية. فالدين تابع للشعوروالذوق، شأنه في ذلك شأن زي الثياب،وبالتأكيد فكل شخص له الحق في ان يختارالزي الذي يعجبه، ولا سبيل في ذلك لتصويباو تخطيء، اذ لا يدخل ذلك في نطاقالاستدلال المنطقي والاخذ والرد.


هذا ما حدث فى الغرب فأحال الدين الى قضيةشخصية خصوصية. وهنا لا بد من الالتفات الىان ثمة عوامل متعددة ساهمت في بروز هذهالظاهرة، منها تطور العلوم التجريبية،وظهور الفلسفات الإلحادية، وقصورالمسيحية، وغفلة الكنيسة، والسياساتالتآمرية، وعشرات العوامل الاخرى. نعم انإفلاس الدين وتحوله لقضية شخصية، وتنحّيهوانزوائه عن مسرح الحياة، وانفصاله عنالسياسة قد يسمى احياناً «تعلمن الدين»،فهذه الكلمة تعبر عن ظاهرة انحسار دورالدين وسيره نحو الزوال والاضمحلال.


لقد سعت بعض التنظيمات السياسية فىالسنوات الاولى لانتصار الثورة الاسلاميةفى ايران ان تطرح تفسيراً ثورياًواجتماعياً وسياسياً معاصراً عن الاسلام،يأخذ في غالبه المنحى الماركسي في تفسيرالامور، فمثل هذه التفاسير الماديةوالديالكتيكية للاسلام التى تتظاهربالثورية والعلمية ليست إلاّ ضربا منعلمنة الدين، لذا نجد ان الشهيد مرتضىمطهري كان قد ادرك جيداً مدى الخطر فتصدىلهذا اللون من التفسير المنحرف والخاطئوفضح تلك المؤامرة الخطرة في كتاب لهبعنوان «اسباب النزوع نحو المادية»،وواصل دفاعه عن الدين حتى بذل دمه


/ 19