عنه، و الإشارة في الأخرس كاشفة عن ذلك،فلا ربط لتحريك اللسان، لأنه مقدمة للفظ،و حيث لا لفظ فلا وجه للتحريك، و ذلك نظيرتحريك الرجلين في السفينة لمن نذر المشيفي الطريق. مع أنه لو لزم ذلك للزم إظهارالصوت أيضا، لأنه أيضا لا بدل له و هومقدور. و من هنا يمكن أن يقال بالفرق بينالعبادات و المعاملات، إذ العبرة فيالعبادات بنفس الألفاظ تعبدا، إذ لا ريبفي عدم جواز إفادة ذلك المعنى بلفظ آخر. وبالجملة: لخصوصية الألفاظ فيها مدخلية وإن كان المعنى أيضا مطلوبا في الجملة، أوكاللفظ في بعض المقامات. و أما المعاملاتفالعبرة فيها بالمعاني، و لذلك لا يصح مععدم العلم بمعنى اللفظ أو مع عدم قصدالإنشاء و نحو ذلك، و الألفاظ قد اعتبرتفيها للكشف. فاللازم على الأخرس لوكاللسان في العبادة مع الإشارة، لئلا يصيرأجنبيا عن عالم اللفظ بالمرة. و أماالمعاملات: فيكفي فيها الإشارة الدالة علىالمدعى، لأن كشف الإشارة قائم مقام كشفاللفظ، و لا خصوصية للوك اللسان، و هذاالوجه عندي غير بعيد.