و ساكن أقطار بأرجاء مصعد
و دون كثيف الماء في غامض الهوا
و بين طباق الأرض تحت بطونها
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره
و من لم ينازعه الخلائق ملكه
مليك السموات الشداد و أرضها
و سبحان ربي خالق النور لم يلد
و سبحانه من كل إفك و باطل
هو الله باري الخلق و الخلق كلهم
هو الصمد الحي الّذي (2) لم يكن له
و أنى يكون الخلق كالخالق الّذي
و ليس بمخلوق على الدهر جده
و يفنى و لا يبقى سوى القاهر الّذي
تسبحه الطير الحوائج في الخفا
و من خوف ربي سبح الرعد فوقنا
و سبحه البنيان و البحر زاخر
ألا أيها القلب المقيم على الهوى
عن الحق كالأعمى المحيط عن الهوى
بنور على نور من الحق واضح
ترى فيه أبناء القرون التي خلت
و حالات دنيا لا تدوم لأهلها
ألا إنما الدنيا بلاغ و بلغة
إذ انقلبت عنه و زال نعيمها
و فارق روحا كان بين حياته
فأي فتى قبلي رأيت مخلدا
له في قديمالدهر ما يتورد
و ذو الغيب والأرواح كل معبد
ملائكةتنحطّ فيها و تقصد
ملائكةبالأمر فيها تردد
و من هوفوق العرش فرد موحد
و إن لميفرّده العباد يفرّد
و ليسبشيء عن هواه تأوّد
و لم يكمولودا بذلك أشهد
و لا والد ذوالعرش أم كيف يولد
إماءله طوعا جميعا و أعبد (1)
منالخلق كفؤ قد يضاهيه مضدد
يدوم ويبقى و الخليقة تنفد
و من ذا علىمر الحوادث يخلد
يميتو يحيي دائبا ليس يمهد
و إذ هيفي جو السماء تصعد
و سبحهالأشجار و الوحش أبّد
و ما ضم منشيء و ما هو متلد
إلى أيحين منك هذا التمرد
و قدجاءك النجد النبي محمد
دليل على طرقالهدى ليس يخمد
و أخبارغيب في القيامة توجد
و فيهامنون ريبها متردد
و بيناالفتى فيها مهيب مسود
فأصبح منترب القبور يوسد
و جاور موتىما لهم متبدد
له في قديمالدهر ما يتورد
له في قديمالدهر ما يتورد
(1) هذا البيت ساقط من أ.
(2) في الأصل: «هو الصمد الله الّذي».