ذل المعصية وعز الطاعة - مواعظ و الحکم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مواعظ و الحکم - نسخه متنی

مرتضی المطهری‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذل المعصية وعز الطاعة


قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآلهوسلّم: "من أراد عزاً بلا عشيرة وغنىً بلامال وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصيةالله إلى عز طاعته(3)".



لاشك أن المال يسدّ بعض حاجات الإنسان وأنالعشيرة تمنحه العزة والمنعة والاحتراموتعزز مركزه الاجتماعي؛ إلا أن هذه الأمورمحدودة باعتبارها وسائل مادية لا تتيسرلكل الناس، إذ لا يمكن أن يكونوا أثرياءجميعاً بحيث يسدون كل ما يلزمهم، وهذهالمسألة تنسحب على العشيرة أيضاً، فليس كلالناس تتوفر لديهم هذه الميزة، بل إنهاتنحصر في أفراد معينين.



ولذا فإن الله سبحانه جعل الغنى والعزةوالهيبة في أمور أخرى بحيث يمكن توفيرهالجميع الناس على حدّ سواء، ولا يستلزم ذلكمنهم شيئاً سوى بعض المعاناة، وهو أنيُبنى الإنسان المتقي المؤمن باللهوالمعافى أخلاقياً وروحياً هو بحد ذاتهسيكون محترماً ومحبوباً لدى جميع الناس،إضافته إلى ما ينطوي عليه هذا الحب منالتعظيم والهيبة والإجلال.



فإذا ما عرضت له حاجة بادر الجميع إلىقضائها معتبرينه كأحدهم، فهو شريكهم فيحياتهم وسعادتهم.



إن النعم المادية محدودة ومقسمة، فإذاأصبح الإنسان وكل همه سد حاجاته الماديةفلن يصل إلى هدفه أبداً، ذلك أن الإنسانكلما حقق أمنية من أمانيه طمح إلى أخرىأكبر منها، فهو في حالة من الاضطرابالدائم والقلق، بعيداً كل البعد عنالطمأنينة والرضا اللذين هما رمز السعادة.



إن الأمور المعنوية هي التي تهبالطمأنينة للإنسان، وقد قال العظماء: "إنالأماني الباطلة مثلها مثل الماء المالح،فهو لا يروي الإنسان أبداً بل يزيده ضماًحتى يقتله". لقد قالوا ذلك لكي نعتبر ونخرجعن دائرة الطمع ومدار الحرص ونبني حياتناعلى أساس صحيح يضمن لنا السعادة؛ لميقولوا ذلك لكي يدفعونا إلى الكسل والخمولوعدم المسؤولية.



على الإنسان أن يشق طريقه في بحر الحياةالمتلاطم إلى أن يصل إلى الشاطئ المنشود،وفرق بين حركة سفينة العقل والعلم وبينالسقوط في هاوية الحرص والطمع والتكالب.



فهناك من يدور في إحدى الدوامات البحريةالعنيفة. إنه يتحرك بالطبع ويدور ولكنحركته هذه لن تقوده إلى ساحل النجاة أبداًبل العكس من ذلك تماماً.



من أسس الحياة هو الحركة والسير في الصراطالمستقيم حيث طريق الأنبياء منذ فجرالتاريخ، وإلا فهو السقوط في مهاوي الحرصوالطمع والجنون، واللهاث وراء تكديسالثروة والأموال من أجل لا شيء؛ فالثروةوبغض النظر عن جانبها الاجتماعي وما ينتجعنها من هدر لحقوق المجتمع تعتبر ذنباًكبيراً حتى على مستوى الفرد نفسه، ذلك أنهيتحمل في سبيلها شتى أنواع العذاب، ويهدركل عمره في سبيل الحفاظ عليها ومضاعفتهادون أن يترك لنفسه وقتاً للمطالعة والتأملوالانتهال من ينابيع الروح، بل إنه لايستفيد من ثروته شيئاً، إذ يمكنه أنيسخرها في سبيل راحته، ولذا فهو يعيش فيشقاء مستمر، ناهيك عن مسؤوليتها فيالآخرة.



يقول علي عليه السلام: "عجبت للبخيليستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنىالذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيشالفقراء، ويحاسب في الآخرة حسابالأغنياء(4)".



فالبخيل الذي يخاف الفقر ويكدس أموالهويحرص عليها ويعاني في ذلك ما يعاني، هو فيالحقيقة يعيش حالة الفقراء، التي يخافمنها، أما الغنى الذي ينشده فهو بمنأىعنه، بل إنه يبتعد عنه يوماً بعد آخر،وبالرغم من كل ذلك فإن حسابه سيكون حسابالأغنياء.



أجل هذا هو الانحراف عن الجادة الصحيحةوالصراط المستقيم والسقوط في هاويةالأمراض النفسية كالبخل والحرص والطمعوجنون الشهرة والشهوة وغيرها، فالعظماءمن البشر لم يطلبوا منّا الحرمان من النعمالإلهية بل أرادوا إنقاذنا من هذهالمهاوي.







(1). بحار الأنوار، ج71، ص159



(2). دعاء مكارم الأخلاق



(3). بحار الأنوار، ج78، ص192



(4). نهج البلاغة، باب الحكم رقم: 126

/ 48