وصحيحة أحمد بن النضر، عن محمد بن مروان،عن أبي عبد اللّه (عليه السَّلام)، قال: منبلغه عن النبي شيء من الثواب، ففعل ذلك طلبقول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)،كان له ذلك الثواب وإن كان النبي (صلّىالله عليه وآله وسلّم) لم يقله.
والمهم فهم مدلولهما فالمشهور على انّهمالا تدلان على أزيد من ترتب الثواب على عملهمطلقاً، سواء أكان الخبر صادقاً أم لا،وذلك للانقياد حيث قام بامتثال المحتمل منالمستحبات والواجبات، ويكشف عن ترتّبالثواب لأجله، قوله: ففعل ذلك طلب قولالنبي.
وربما تستظهر دلالتُهما على إعطاءالحجّية للخبر الضعيف في المندوباتوتترتب عليه صيرورة نفس العمل عندئذمستحباً في نفسه فيصح أن يأتي به بهذاالعنوان، بزعم انّ الحديثين بصدد اعطاءالحجّية لكلّ خبر ضعيف والغاء شرائطالحجّية من الوثاقة والضبط.
لكن الاستظهار في غير محله لعدم دلالتهماعليه.
وتظهر الثمرة فيما ورد خبر دال على انّ منتوضأ لدخول المسجد فله كذا من الثواب،فتوضأ له فعلى القول بدلالتهما على صيرورةالعمل مستحباً يرفع به الحدث ويدخل فيالصلاة، دون ما لو قيل بعدم دلالتهما إلاّعلى ترتّب الثواب على عمله.
تمّ الكلام في أصل البراءة و يليه البحثفي أصل التخيير الذي هوالأصل الثانيمنالأُصول العملية الأربعة.