بصير المروية في الكتاب المذكور أيضا، وغيرها من الأخبار المختلفة زيادة ونقصانا، فقد أجاب عنها شيخنا المعاصرالمتقدم ذكره بأن هذه الأخبار- مع تدافعهاو احتياجها في أنفسها إلى التوفيق والتأويل- محمولة على التمثيل لا علىالحصر، أو على أكبر ممّا تحتها أو أشد، علىحدّ ما قلناه في معنى قوله في صحيحة الحسنبن محبوب: «و السبع الموجبات: قتل النفس»إلى آخره.
أقول: و هو تأويل جيّد.
تحقيق معنى المروءة
ثم إنّهم فسّروا المروءة في التعريفالمذكور باتّباع محاسن العادات، و اجتنابمساوئها و ما ينفر عنه من المباحات، و يؤذنبخسّة النفس و دناءتها قال شيخنا المتقدمذكره: (و لم ينهض لنا إلى الآن دليل علىاعتبارها في العدالة، و يظهر لي أن أصلاعتبارها من العامّة، و اقتفاهم بعضأصحابنا غفلة و اغترارا بظاهر اللفظ، حيثإنّه قد ورد في بعض أخبارنا اعتبار ذلك فيالعدالة، لكن لا بالمعنى المذكور) انتهى.أقول: ما ذكر قدّس سرّه من أنه لم ينهض لهدليل على اعتبار قيد المروءة في العدالةربّما أوهم بظاهره وجود دليل على العدالةبهذا المعنى المذكور، و ليس كذلك فإنّا لمنقف لذلك على دليل، بل الظاهر أن تفسيرالعدالة بهذا المعنى إنّما هو للعامة، وتبعهم فيه شيخنا العلّامة، و من تأخّرعنه، فإنّا لم نقف عليه في كلام من تقدّمعليه، كما سيأتي نقل جملة من عبائرهم إنشاء اللّه تعالى.
و كيف كان، فالأخبار الواردة بأن النبيصلّى الله عليه وآله كان يركب الحمارالعاري و يردف