[المجلد السابع]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[تتمة ذكر ملك عبد الملك بن مروان و ...]
ذكر كلام عبد الملك بن مروان على المنبر وإجابة الحجاج إياه، و تولية الحجاجالعراقين (1) جميعا
قال: فتكلم عبد الملك بن مروان، فقال: أيهاالناس! إن العراق قد تكدر ماؤها، و ظهرجدبها، و ملح عذبها، و بدا و ميضها، و اشتدضرامها، و كثر لهبها، و ثار قتامها (2)، وعظم شررها، و علا أمرها، و أبرق رعودها، وكثر وقودها، بحطب حيّ، و جمر ذكي، و دخان وهي، و هؤلاء الأزارقة، الطغاة المارقة، قداشتدت شوكتهم، و تفرقت جرثومتهم، حتى قدحذرهم (3) الصغار، و ليس يقوم لهم الكبار،فمن ينتدب لهم منكم بسيف قاطع، و سنانلامع، و قلب جامع، فيخمد نيرانهم و ينتفعبها خطرها و يأمن الكاعب، و يرجع الغائب، ويصفو البلاد، و يسلس القياد؟
قال: فسكت (4) الناس و قام الحجاج فقال: أناللعراق يا أمير المؤمنين! فولني إياها،فأنا الليث القمقام، و الليث الضرغام، والسيف الحسام، الهشام للعظام و الهام، وأنا فراج الصفوف، و قاتل الألوف، و مأوىالقرى و الضيوف، و خلس الحمام و الحتوف، والقنا و السيوف. قال فقال له عبد الملك بنمروان: اسكت! فلست هناك. ثم قال: أيها الناس!إنه قد أطرقت الليوث، و كاعت الديوث، وتربصت البعوث، و لست أرى أسدا يقصدلفريسته، و لا ذئبا يسمو نحو بغيته، و لانمرا يخرج من غيضته، فمن للعراق و حربالأزارقة؟ قال: فسكت الناس و تكلم الحجاجفقال: أنا لها يا أمير المؤمنين! فولنيإياها، فأنا الليث الغشمشم، و القرن
(1) فى الأصل: العراق.
(2) في الأصل: قتام.
(3) الأصل: حذروهم.
(4) في الأصل: فسكتوا.