تاریخ ابن خلدون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - نسخه متنی

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من فوقه وفي الناحية الشرقية بقية أرض سحرب ثم بقية الارض المنتنة إلى آخر الجزء شرقا وفي آخر الجزء
من جهة الشمال جبل قوقيا المحيط متصلا من غربه إلى شرقه . وفي الجزء الثامن من هذا الاقليم في
الجنوبية الغربية منه متصل الارض المنتنة وفي شرقها الارض المحفورة وهي من العجائب خرق عظيم في
الارض بعيد المهوى فسيح الافطار ممتنع الوصول إلى قعره يستدل على عمرانه بالدخان في النهار
والنيران في الليل تضئ وتخفى وربما رئي فيها نهر يشقها من الجنوب إلى الشمال وفي الناحية الشرقية من
هذا الجزء البلاد الخراب المتاخمة للسد وفي آخر الشمال منه جبل قوقيا متصلا من الشرق إلى الغرب وفي
الجزء التاسع من هذا الاقليم في الجانب الغربي منه بلاد خفشاخ وهم قفجق يجوزها جبل قوقيا حين ينعطف
من شماله عنه البحر المحيط ويذهب في وسطه إلى الجنوب بانحراف إلى الشرق فيخرج في الجزء التاسع من
الاقليم السادس ويمر معترضا فيه وفي وسطه هنالك سد ياجوج وماجوج وقد ذكرناه وفي الناحية الشرقية من
هذا الجزء أرض ياجوج وراء جبل قوقيا على البحر قليلة العرض مستطيلة أحاطت به من شرقه وشماله . والجزء
العاشر غمر البحر جميعه . هذا آخر الكلام على الجغرافيا وأقاليمها السبعة وفي خلق السموات والارض
واختلاف الليل والنهار لآيات للعالمين
|82|
المقدمة الثالثة في المعتدل من الاقاليم والمنحرف وتاثير الهواء في الوان البشر والكثير في
احوالهمقد بينا أن المعمور من هذا المنكشف من الارض إنما هو وسطه لافراط الحر في الجنوب منه والبرد
في الشمال . ولما كان الجانبان من الشمال والجنوب متضادين من الحر والبرد وجب أن تتدرج الكيفية من
كليهما إلى الوسط فيكون معتدلا فالاقليم الرابع أعدل العمران والذي حافاته من الثالث والخامس أقرب
إلى الاعتدال والذي يليهما والثاني والسادس بعيدان من الاعتدال والاول والسابع أبعد بكثير فلهذا
كانت العلوم والصنائع والمباني والملابس والاقوات والفواكه بل والحيوانات وجميع ما يتكون في هذه
الاقاليم الثلاثة المتوسطة مخصوصة بالاعتدال وسكانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا
وأديانا حتى النبؤات فإنما توجد في الاكثر فيها ولم نقف على خبر بعثة في الاقاليم الجنوبية ولا
الشمالية وذلك أن الانبياء والرسل إنما يختص بهم أكمل النوع في خلقهم وأخلاقهم . قال تعالى كنتم خير
أمة أخرجت للناس وذلك ليتم القبول بما يأتيهم به الانبياء من عند الله وأهل هذه الاقليم أكمل لوجود
الاعتدال لهم فتجدهم على غاية من التوسط في مساكنهم وملابسهم وأقواتهم وصنائهم يتخذون البيوت
المنجدة بالحجارة المنمقة بالصناعة ويتناغون في استجادة الآلات والمواعين ويذهبون في ذلك إلى
الغاية وتوجد لديهم المعادن الطبيعية من الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والقصدير ويتصرفون
في معاملاتهم بالنقدين العزيزين ويبعدون عن الانحراف في عامة احوالهم وهؤلاء أهل المغرب والشام
والحجاز واليمن والعراقين والهند والسند والصين وكذلك الاندلس ومن قرب منها من الفرنجة والجلالقة
والروم واليونانيين ومن كان مع هؤلاء أو قريبا منهم في هذه الاقاليم المعتدلة ولهذا كان العراق
والشام أعدل هذه كلها لانها وسط من جميع الجهات وأما الاقاليم البعيدة من الاعتدال مثل الاول
والثاني والسادس والسابع فأهلها أبعد من الاعتدال في جميع أحوالهم فبناؤهم بالطين
|83|
والقصب وأقواتهم من الذرة والعشب وملابسهم من أوراق الشجر يخصفونها عليهم أو الجلود وأكثرهم عرايا
من اللباس وفواكه بلادهم وأدمها غريبة التكوين مائلة إلى الانحراف ومعاملاتهم بغير الحجرين
الشريفين من نحاس أو حديد أو جلود يقدرونها للمعاملات وأخلاقهم مع ذلك قريبة من خلق الحيوانات
العجم حتى لينقل عن الكثير من السودان أهل الاقليم الاول أنهم يسكنون الكهوف والغياض وياكلون العشب
وأنهم متوحشون غير مستأنسين يأكل بعضهم بعضا وكذا الصقالبة والسبب في ذلك أنهم لبعدهم عن الاعتدال
يقرب عرض أمزجتهم وأخلاقهم من عرض الحيوانات العجم ويبعدون عن الانسانية بمقدار ذلك وكذلك أحوالهم
في الديانة أيضا فلا يعرفون نبؤة ولا يدينون بشريعة إلا من قرب منهم من جوانب الاعتدال وهو في الاقل
النادر مثل الحبشة المجاورين لليمن الدائنين بالنصرانية فيما قبل الاسلام وما بعده لهذا العهد
ومثل أهل مالي وكوكوو التكرور المجاورين لارض المغرب الدائنين بالاسلام لهذا العهد يقال إنهم
دانوا به في المائة السابعة ومثل من دان بالنصرانية من أمم الصقالبة والافرنجة والترك من الشمال

/ 1648