ثم ملك شهربراز، و هو فرخان ماه اسفنديار،و لم يكن من اهل بيت المملكة، و دعا نفسهملكا و انه حين جلس على سرير الملك ضربعليه بطنه، و بلغ من شده ذلك عليه انه لميقدر على اتيان الخلاء، فدعا بطست فوضعامام ذلك السرير فتبرز فيه و ان رجلا مناهل اصطخر، يقال له فسفروخ بن ما خرشيذان واخوين له، امتعضوا من قتل شهربراز أردشيرو غلبته على الملك، و انفوا من ذلك، وتحالفوا و تعاقدوا على قتله، و كانواجميعا في حرس الملوك، و كان من السنه إذاركب الملك ان يقف له حرسه سماطين، عليهمالدروع و البيض و الترسه و السيوف، وبايديهم الرماح، فإذا حاذى بهم الملك وضعكل رجل منهم نرسه على قربوس سرجه، ثم وضعجبهته عليه كهيئة السجود و ان شهربراز ركببعد ان ملك بايام فوقف فسفروخ و اخواه،قريبا بعضهم من بعض، فلما حاذى بهمشهربراز طعنه فسفروخ، ثم طعنه اخواه، وكان ذلك اسفندارمذ ماه، و روز دى بدين،فسقط عن دابته ميتا، فشدوا في رجله حبلا وجروه إقبالا و ادبارا، و ساعدهم على قتلهرجل من العظماء يقال له زاذان فروخ بنشهرداران، و رجل يقال له ماهياى، كان مؤدبالأساورة، و كثير من العظماء و اهلالبيوتات، و عاونوهم على قتل رجال فتكواباردشير بن شيرويه، و قتلوا رجالا منالعظماء و انهم ملكوا بوران بنت كسرى.و كان جميع ما ملك شهربراز اربعين يوما.
ذكر ملك بوران بنت كسرى ابرويز
ثم ملكت بوران بنت كسرى ابرويز بن هرمز بنكسرى انوشروان، فذكر انها قالت يوم ملكت:البر انوى و بالعدل آمر، و صيرت مرتبهشهربراز لفسفروخ، و قلدته و زارتها، واحسنت السيرة في رعيتها، و بسطت العدلفيهم، و امرت بضرب الورق و رم القناطر والجسور، و وضعت بقايا بقيت من الخراج علىالناس عنهم، و كتبت الى الناس عامه كتبااعلمتهم ما هي عليه من الاحسان